للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣٠٤- أبو الحسين النوري

واسمه احمد بن محمد بغدادي المولد والمنشأ خراساني الأصل من قرية بين هراة ومرو الروذ يقال لها بغشور ولذلك كان يعرف بابن البغوي.

قال ابو احمد المغازلي ما رأيت أحداً قط أعبد من النوري فقيل ولا جنيد؟ قال ولا جنيد وكان له قنينة تسع خمسة ارطال ماء يشربها في خمسة أيام وقت افطاره.

قال عبد الكريم ثم حدثني أبو جعفر الفرغاني قال مكث أبو الحسين النوري عشرين سنة يأخذ من بيته رغيفين ويخرج ليمضي الى السوق فيتصدق بالرغيفين ويدخل المسجد فلا يزال يركع حتى يجيء وقت سوقه فاذا جاء الوقت مضى الى السوق فيظن أنه قد تغدى في بيته ومن في بيته عندهم انه اخذ معه غداءه وهو صائم.

قال ابن جهضم وحدثني عمر النجاد قال دخل ابو الحسين النوري الى الماء ليغتسل فجاء لص فاخذ ثيابه فخرج عن الماء فلم يجد ثيابه فرجع الى الماء فلم يكن الا القليل حتى جاء اللص ومعه ثيابه فوضعها مكانه وقد جفت يده اليمنى فخرج ابو الحسن من الماء ولبس ثيابه وقال سيدي قد رد علي فرد عليه يده فرد الله عليه يده ثم مضى.

وقال ابو عمر الانماطي اعتل النوري فبعث إليه الجنيد بصرة فيها دراهم وعاده فردها النوري ثم اعتل الجنيد فدخل عليه النوري عائدا فقعد عند راسه ووضع يده على جبهته فعوفي من ساعته فقال النوري للجنيد اذا عدت اخوانك فارفق بهم بمثل هذا البر.

وعن الصاد قال سمعت ابا الحسين النوري يقول وقد سئل عن الرضا فقال عن وجدي تسالون او عن وجد الخلق فقيل له عن وجدك فقال لو كنت في الدرك الاسفل من النار لكنت ارضى ممن هو في الفردوس.

اسند النوري عن سري السقطي حديثا واحدا.

وتوفي قبل الجنيد في سنة خمس وتسعين ومائتين.


٣٠٤- هو: أحمد بن محمد الخراساني النوري البغوي الزاهد شيخ الطائفة بالعراق وأحذقهم بلطائف الحقائق وله عبارات دقيقة يتعلق بها من انحرف من الصوفية.

<<  <  ج: ص:  >  >>