للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الكلام على سوء خاتمته]

قال النبهاني: الخاتمة في الجواب عما اعترض به ابن تيمية وأمثاله على بعض أولياء الله تعالى من الألفاظ الموهمة، ونقل عن كتاب (البحر المورود) للإمام الشعراني أنه قال أخذ علينا العهود أن نجيب عن أئمة الإسلام- من العلماء والصوفية- جهدنا، ولا نصغي قط لقول من طعن فيهم، لعلمنا أنه ما طعن فيهم إلا وهو قاصر عن معرفة مداركهم، ونقل كلامه في تبرئة الجنيد والغزالي، والشيخ محيي الدين بن عربي، ونقل أيضاً كلامه على ما اعترض عليه من كلمات القوم، كقول الشيخ: أبي يزيد طاعتك لي يا رب أعظم من طاعتي لك. وقول الجنيد: العارفون لا يموتون، وإنما ينقلون من دار إلى دار. وقول الشبلي: إن ذلي عطل ذل اليهود. وقول الغزالي: ليس في الإمكان أبدع مما كان. وقول الشيخ محيي الدين بن عربي: حدثني قلبي عن ربي، أو حدثني ربي عن قلبي، أو حدثني ربي عن نفسه!!

ثم إن الشعراني وجه هذه الأقوال بتوجيهات رآها، ثم نقل عن القوم أقوالاً ثبتت عنهم- ولم يعين قائلاً- كقولهم: اللوح المحفوظ هو قلب العارف، وقولهم: دخلنا حضرة الله، وخرجنا من حضرة الله! وأبدى لمثل هذه الأقوال معاني صحيحة، ثم إن بعض أقوال نسبت إلى بعض أولئك القوم، قال لم تصح نسبتها إليهم وكذبها، ونقل النبهاني أيضاً عن الفتاوى الحديثية بعض المسائل المتعلقة بمثل تلك الأقوال سئل عنها فأجاب بما أجاب وختم به كتابه.

والجواب عن ذلك كله أن يقال: إنه لم يسلم أحد من الاعتراض عليه،

<<  <  ج: ص:  >  >>