للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"أل" الجنسية ١:

إما جنسية فإن لم تخلفها "كل" فهي لبيان الحقيقة٢؛ نحو: {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ} وإن خلفتها "كل" حقيقة، فهي لشمول أفراد الجنس؛ نحو: {وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا} ٣. وإن خلفتها مجازا فلشمول خصائص الجنس مبالغة٤؛ نحو: أنت الرجل علما.


= بقوله:
"أل" حرف تعريف أو "اللام" فقط ... فنمط عرفت قل فيه "النمط"*
أي: إن "أل" مركبة من الهمزة واللام، حرف تعريف، أو التعريف باللام وحدها والهمزة للوصل؛ فإذا أردت تعريف كلمة "نمط" فقل "النمط" بإدخال أل عليها. والنمط: نوع من البسط، وهو الذي يسمى في العرف "الكليم"، ويطلق أيضًا على الجماعة من الناس تتشابه في الأمر، وثوب يطرح على الهودج، والجمع أنماط.
١ هي الداخلة على نكرة تفيد معنى الجنس المحض.
٢ أي: الحقيقة الذهنية التي تتكون في العقل من غير نظر إلى ما تنطبق عليه من أفراد. والفرق بين المعرف بأل هذه، وبين النكرة: أن هذا المعرف يدل على الحقيقة بقيد حضورها في الذهن، أما النكرة فتدل عليها بدون قيد.
٣ فإنه يصح أن يقال على الحقيقة كل فرد من أفراد الإنسان ضعيف. وعلامة "أل" هذه: أن يصح الاستثناء مما دخلت عليه؛ نحو: {إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا} ويصح نعته بالجمع؛ نحو: {أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ} ومدخول "أل" هذه من حيث التعريف، في درجة علم الجنس لفظًا ومعنى.
٤ "أل" هذه تدخل على واحد من الجنس، فتفيد الإحاطة والشمول للأفراد، ولكن لصفة من الصفات الشائعة بينها على سبيل المبالغة؛ فإنه لو قيل: أنت كل رجل علما، لصح على سبيل المجاز، ومعناه: قد اجتمع فيك ما تفرق في كل الرجال من العلم؛ فأنت محيط بهذه الصفة إحاطة شاملة. وما تدخل عليه "أل" من هذين النوعين، في درجة علم الشخص؛ لفظه معرفة تجري عليه أحكام المعرفة، فيكون مبتدأ. ونعتا للمعرفة، وصاحب حال.. إلخ. ومعناه معنى النكرة المسبوقة بكلمة "كل" فيشمل كل فرد من أفراد مدلولها.

<<  <  ج: ص:  >  >>