للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وتعوض منها التاء (١)؛ فيصير وزنه: "تفعلة"؛ كالتوصية، والتسمية، والتزكية (٢).

وقياس "أفعل" -إذا كان صحيح العين- "الإفعال"؛ كالإكرام، والإحسان، ومعتلها كذلك، ولكن تنقل حركتها (٣) إلى الفاء فتقلب ألفا (٤)، ثم تحذف الألف الثانية (٥)، وتعوض عنها التاء؛ كأقام إقامة، وأعان إعانة. وقد تحذف التاء (٦)؛ نحو: ﴿وَإِقَامِ الصَّلاةِ﴾.

وغير ذي ثلاثة مقيس … مصدره كقدس التقديس*

(١) - أي الدالة على التأنيث؛ لأنها أقوى على قبول الحركات من حروفة العلة.

(٢) - وقد يأتي صحيح اللام كذلك على قلة؛ نحو: جرب تجربة، وذكر تذكرة.

هذا: وسمع "فعال" مصدرا لـ"فعل" في لغة اليمن، ومنه قوله تعالى: ﴿وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كِذَّابًا﴾، ويقتصر فيه على السماع. ويغلب في مهموز اللام؛ نحو: جزأ تجزئة، وهنأ تهنئة، ولم يجز سيبويه هذا إلا ما سمع.

(٣) - أي حركة العين.

(٤) - أي تقلب العين ألفا؛ لتحركها بحسب الأصل، وانفتاح ما قبلها الآن.

(٥) - وهي ألف المصدر؛ لالتقائها ساكنة مع الألف المنقلبة عن العين، ولقربها من الطرف الذي هو محل التغيير. وهذا هو الصحيح، وهو مذهب سيبويه، وعليه فوزن إقامة "إفعلة". ويرى الأخفش والفقراء: أن المحذوف هو الألف الأولى، وهي عين الكلمة؛ لأن الأصل: أنه إذا التقى ساكنان، والأول حرف مد، حذف الأول؛ فوزنها عندهما "إفالة".

(٦) - أي للإضافة؛ كمثال المصنف، أو مطلقاً؛ فقد حكى الأخفش: أجاب إجابا. ويرى الفراء أن التعويض لازم، إلا إذا أضيفت الكلمة؛ فيجوز ترك التاء لقيام المضاف إليه مقامها.

وقد أشار الناظم إلى ما تقدم بقوله:

وزكه تزكية وأجملا … إجمال من تجملا تجملا


* "وغير" مبتدأ أول. "ذي ثلاثة" مضاف إليه. "مقيس" بمعنى قياس، مبتدأ ثان. "مصدره" مضاف إليه. "كقدس" خبر المبتدأ الثاني، والجملة خبر الأول. "التقديس" نائب فاعل قدس، وجيوز جعل "كقدس" متعلق بمحذوف حالا من هاء "مصدره، والتقديس هو خبر "مقيس".

<<  <  ج: ص:  >  >>