للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الباب السابع: الفعل المضارع المعتل الآخر]

[مدخل]

...

[الباب السابع: الفعل المضارع المعتل الآخر]

وهو ما آخره ألف كيخشى، أو ياء كيرمي، أو واو كيدعو؛ فإن جزمهن بحذف الآخر١.

فأما قوله:

ألم يأتيك والأنباء تنمي ... بما لاقت لبون بن زياد٢


١ أي: وهو حرف العلة، مع بقاء الحركة التي تناسبه لتدل عليه، وهي: الفتحة قبل الألف، والضمة قبل الواو، والكسرة قبل الياء. وفي حالة النصب تقدر الفتحة على الألف وتظهر على الواو والياء. وجميعها ترفع بضمة مقدرة.
٢ هذا مطلع قصيدة لقيس بن زهير العبسي، يعرض فيها بالربيع بن زياد؛ لخصومة بينهما.
اللغة والإعراب: الأنباء: الأخبار، جمع نبأ وهو الخبر. وقيل: النبأ خاص بما كان ذا شأن من الأخبار، والخبر أعم. تنمي: تزيد وتكثر. لبون: الناقة ذات اللبن. بني زياد: هم الربيع وإخوته: عمارة وقيس وأنس، المعروفون بالكملة من الرجال, الذين سئلت أمهم فاطمة الأنمارية: أي بنيك أفضل؟ فقالت: هم كالحلقة المفرغة لا يدرى أين طرفاها. "يأتيك" مضارع مجزوم بحذف الضمة المقدرة، أو بحذف حرف العلة، والياء المذكورة للإشباع. "بما" الباء زائدة، و"ما" اسم موصول فاعل يأتيك. "والأنباء تنمي" الجملة من المبتدأ والخبر الجملة، معترضة بين الفعل والفاعل.
المعنى: ألم يبلغك، والأخبار سرعان ما تشيع وتنتشر بين الناس، ما جرى لنياق بني زياد، وقد أسرت واستولي عليها قهرا عنهم، وهم الأبطال الذين يجلهم الناس، ويخشون بأسهم وبطشهم؟
الشاهد: في" يأتيك"؛ حيث ثبت حرف العلة مع الجازم، وقد اكتفى الجازم بحذف الحركة المقدرة التي كان عليها الفعل قبل دخوله. وقيل: إن الياء المذكورة ليست لام الفعل التي تحذف للجازم؛ لأن هذه حذفت للجازم، أما الياء المذكورة فأتت من إشباع كسرة التاء لضرورة الشعر.

<<  <  ج: ص:  >  >>