للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

باب: التوكيد ١

وهو ضربان: لفظي وسيأتي، ومعنوي٢، وله سبعة ألفاظ: الأول والثاني: النفس، والعين٣. ويؤكد بهما لرفع المجاز عن الذات؛ تقول: جاء الخليفة؛ فيحتمل أن الجائي خبره، أو ثقله٤، فإذا أكدت بالنفس أو بالعين أو بهما٥، ارتفع ذلك الاحتمال، ويجب اتصالهما بضمير مطابق للمؤكد٦، وأن يكون لفظهما طبقه في الإفراد والجمع٧. وأما في التثنية، فالأصح جمعهما على "أفعل"٨.


باب: التوكيد
١ هو في الأصل؛ مصدر وكد، ثم استعمل في التابع المذكور، ويقال فيه: التأكيد، بقلب الواو همزة، والأول أشهر في استعمال النحاة.
٢ هو: التابع الذي يزيل عن متبوعه الشك واحتمال إرادة غير معناه الحقيقي الظاهر، وعدم إرادة العموم والشمول.
٣ المراد بهما: ذات الشيء وحقيقته التي يتكون منها، ولو لم يكن في تركيبه نفس ولا عين. ويختصان عن بقية ألفاظ التوكيد المعنوي بجواز جرهما بالباء الزائدة، تقول: رأيت النانظر نفسه، أو بنفسه، وعينه، أو بعينه. والمجرور في محل رفع، أو نصب، أو جر، على حسب المتبوع. وإذا أكد معهما بكلمة "كل"، يحسن تأخير "كل" عنهما، كما سيأتي.
٤ الثقل -بكسر الثاء وسكون القاف- واحد الأثقال، كحمل وأحمال، وبفتحهما: متاع المسافر، وحشمه، وكل شيء نفيس مصون.
٥ أي معا بدون عطف، ويشترط تقديم النفس على العين.
٦ أي في الإفراد والتذكير وفروعهما؛ وذلك للربط بين التابع والمتبوع، ولا يجوز حذفه ولا تقديره.
٧ ينبغي أن يجمع النفس والعين جمع تكسير للقلة على "أفعل" لا غيره؛ حين يكون المؤكد جمعا، مع إضافتهما لضمير الجمع. ولا يجوز أن يؤكد بهما مجموعين على نفوس وعيون، على المختار.
٨ فيقال: جاء المحمدان أنفسهما أو أعينهما. ويجوز إفرادهما وتثنيتهما؛ فيقال: نفسهما، وعينهما، أو: نفساهما، وعيناهما. ولا بد من إضافتهما إلى ضمير المثنى ليطابق المؤكد. وفيما تقدم يقول الناظم:

<<  <  ج: ص:  >  >>