للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جمع من أهل العلم عند شرحهم لقوله صلى الله عليه وسلم: "الخلافة في أمتي ثلاثون سنةـ" أن الأشهر التي تولى فيها الحسن بن علي بعد موت أبيه كانت داخلة في خلافة النبوة ومكملة لها.

فقد قال أبو بكر بن العربي رحمه الله تعالى: "فنفذ الوعد الصادق في قوله صلى الله عليه وسلم: "الخلافة في أمتي ثلاثون سنة ثم تعود ملكاً" فكانت لأبي بكر وعمر وعثمان وعلي وللحسن منها ثمانية أشهر لا تزيد ولا تنقص يوماً فسبحان المحيط لا رب ـ غيره"١.

وقال القاضي عياض: "لم يكن في ثلاثين سنة إلا الخلفاء الراشدون الأربعة والأشهر التي بويع فيها الحسن بن علي ... والمراد في حديث: " الخلافة ثلاثون سنة" خلافة النبوة وقد جاء مفسراً في بعض الروايات "خلافة النبوة بعدي ثلاثون سنة ثم تكون ملكاً" ٢.

وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى: "والدليل على أنه أحد الخلفاء الراشدين الحديث الذي أوردناه في دلائل النبوة٣ من طريق سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الخلافة بعدي ثلاثون سنة ثم تكون ملكاً" وإنما كملت الثلاثون بخلافة الحسن بن علي"٤.

وقال شارح الطحاوية: وكانت خلافة أبي بكر الصديق سنتين وثلاثة أشهر، وخلافة عمر عشر سنين ونصفاً، وخلافة عثمان اثنتي عشرة سنة وخلافة علي أربع سنين وتسعة أشهر، وخلافة الحسن ستة أشهر"٥.


١ـ أحكام القرآن لابن العربي ٤/١٧٢٠.
٢ـ شرح النووي على صحيح مسلم ١٢/٢٠١.
٣ـ يشير إلى باب عقده في البداية والنهاية وعنون له هكذا "باب في دلائل النبوة الحسية وهي سماوية وأرضية" وهذا الباب في الجزء السادس ص/٨٧، والحديث الذي أشار إليه اورده في نفس الجزء ص/٢٥٠.
٤ـ البداية والنهاية ٨/١٨.
٥ـ شرح الطحاوية ص/٥٤٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>