للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عبد الله بن عمران اليحصبي بضم الصاد وكسرها نسبة إلى يحصب بن دهمان بن عامر بن حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن عابر وهو هود عليه السلام وقيل: يحصب بن مالك بن أصبح بن أبرهة بن الصباح وفي يحصب الكسر والضم فإذا ثبت الكسر فيه جاز الفتح في النسبة فعلى هذا يجوز في الحصبي الحركات الثلاث، وقد اختلف في كنيته كثيرًا والأشهر أنه أبو عمران إمام أهل الشام في القراءة والذي انتهت إليه مشيخة الإقراء بها، قال الحافظ أبو عمرو أخذ القراءة عرضًا عن "ت" أبي الدرداء وعن "ع" المغيرة بن أبي شهاب صاحب عثمان بن عفان وقيل: عرض على "س" عثمان نفسه، قلت: وقد ورد في إسناده تسعة أقوال أصحها أنه قرأ على المغيرة الثاني: أنه قرأ على أبي الدرداء وهو غير بعيد فقد أثبته الحافظ أبو عمرو الداني الثالث: أنه قرأ على فضالة بن عبيد وهو جيد الرابعه: سمع قراءة عثمان وهو محتمل الخامس: أنه قرأ عليه بعض القرآن ويمكن السادس: أنه قرأ على واثلة بن الأسقع ولا يمتنع السابع: أنه قرأ على عثمان جميع القرآن على معاذ وهو واهٍ، وأما من قال إنه لا يدري على من قرأ فإن ذلك قول ساقط أقل من أن ينتدب للرد عليه، وقد استبعد أبو عبد الله الحافظ قراءته على أبي الدرداء ولا أعلم لاستبعاده وجها ولا سيما وقد قطع به غير واحد من الأئمة واعتمده دون غيره الحافظ أبو عمرو الداني وناهيك به، وأما طعن ابن جرير فيه فهو مما عد من سقطات ابن جرير حتى قال السخاوي: قال لي شيخنا أبو القاسم الشاطبي: إياك وطعن الطبري على ابن عامر، وأما قول أبي طاهر بن أبي هاشم في ذلك فلا يلتفت إليه وما نقل عن ابن مجاهد في ذلك فغير صحيح بل قول ابن مجاهد وعمل قراءته أهل الشام والجزيرة أعظم دليل على قوتها وكيف يسوغ أن يتصور قراءة الأصل لها وبجمع الناس وأهل العلم من الصدر الأول وإلى آخر وقت على قبولها وتلاوتها والصلاة بها وتلقينها مع شدة مؤاخذتهم في السير، ولا زال أهل الشام قاطبة على قراءة ابن عامر تلاوة وصلاة وتلقينا إلى قريب الخمسمائة

<<  <  ج: ص:  >  >>