للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلما نظر إلى خالد وما معه من الغنائم والأموال فرح فرحا شديدا وإذا خلف خالد سواد عظيم قد ارتفعت أصواتهم بالتهليل والتكبير والصلاة على على المبشير النذير فقال أبو عبيدة: رضي الله عنه ما هؤلاء يا أبا سليمان.

فقال خالد: هذا مصعب بن محارب اليشكري وقد عقدت له راية على خمسمائة فارس من قومه ومن أهل اليمن وأنه اغار بهم على العواصم وقنسرين وقد أتى بالغنائم والسبي والأموال فالتفت الأمير أبو عبيدة فنظر إلى سرح عظيم من البقر والغنم وبراذين عليها رجال ونساء وصبيان ولهم دوي عظيم وبكاء شديد فقصدهم أبو عبيدة رضي الله عنه وإذا برجال مقرونين في الحبال وهم يبكون على عيالهم ونهب أموالهم وخراب ديارهم فقال أبو عبيدة: رضي الله عنه لترجمانه قل لهم: ما بالكم تبكون ولم لا تدخلون في دين الإسلام وتطلبون الأمان والذمام لتأمنوا على أنفسكم وأموالكم فقال لهم الترجمان: ذلك فقالوا: أيها الأمير نحن كنا بالبعد منكم وكانت اخباركم تأتينا وما ظننا إنكم تبلغون إلينا فما شعرنا حتى اشرف علينا أصحابكم فنهبوا أموالنا واولادنا وساقونا في الحبال كما ترى.

قال الواقدي: وكانت الأعلاج زهاء من أربعمائة علج فقال لهم الأمير: أن مننا عليكم واطلقناكم من اسركم ورددنا عليكم أموالكم واهاليكم فهل تكونون في طاعتنا وتؤدون الجزية إلينا والخراج فقالوا: اوف لنا بذلك ونحن نفعل جميع ما شرطته علينا فعند ذلك اقبل أبو عبيدة رضي الله عنه إلى المسلمين وقال لهم: قد رأيت من الرأي أن اؤمن هؤلاء من القتل وارد عليهم أموالهم وعيالهم فيكونوا عبيدا لنا ويعمروا الأرض والبلاد ونأخذ خراجهم وجزيتهم فما انتم قائلون فما كنت بالذي اقطع امرا إلا بمشورتكم فقالوا: الرأي في ذلك أيها الأمير أن رأيت صلاحا للمسلمين.

قال الواقدي: ففرض على كل واحد أربعة دنانير وبذلك كتب إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فعند ذلك رد عليهم أموالهم واولادهم واقرهم على بلادهم وكتب اسماءهم وامرهم بالرجوع إلى اوطانهم فلما استقروا في خيامهم اخبروا من كان بالقرب منهم بحسن سيرة العرب وما عاملوهم به من الجميل وقالوا: لقد ظننا إنهم يقتلوننا ويستعبدون اولادنا والآن قد رحمونا وأقرونا في بلادنا على اداء الجزية والخراج.

قال الواقدي: فسمعت الروم ذلك فأقبلوا إلى ابي عبيدة رضي الله عنه في طلب الأمان واداء الجزية والخراج.

<<  <  ج: ص:  >  >>