للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٣- محمد بن إسحاق: صاحب السيرة، مطعون فيه، غير مرضي الطريقة، يقال: كان يعمل له الأشعار، ويؤتى بها، ويسأل أن يدخلها في كتابه في السيرة فيفعل، فضمن كتابه من الأشعار ما صار فضيحة عند رواة الشعر، وأخطأ في النسب الذي أورده في كتابه، وكان يحمل عن اليهود والنصارى، ويسميهم في كتبه أهل العلم. وأصحاب الحديث يضعفونه ويتهمونه، مات سنة ١٥٠هـ٢٨ ويقول عنه ابن سلام٢٩: وكان ممن هجن الشعر وأفسده، وحمل كل غثاء محمد بن إسحاق، مولى آل مخرمة بن المطلب بن عبد مناف وكان من علماء الناس بالسير، فنقل الناس عنه الأشعار وكان يعتذر منها ويقول: لا علم لي بالشعر، أوتى به فأحمله، ولم يكن ذلك له عذرًا، فكتب في السير أشعار الرجال الذين لم يقولوا شعرًا قط، وأشعار النساء فضلًا عن الرجال، ثم جاوز ذلك إلى عاد وثمود، فكتب لهم أشعارًا كثيرة، وليس بشعر إنما هو كلام مؤلف، معقود بقوافٍ. أفلا يرجع إلى نفسه فيقول: من حمل هذا الشعر، ومن أداه منذ ألوف السنين، والله تبارك وتعالى يقول: {فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا} أي لا بقية لهم. وقال أيضاً: {وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الأُولَى،


٢٨ الفهرس لابن النديم، ص١٤٢.
٢٩ طبقات الشعراء ص٤.

<<  <   >  >>