للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٧-معلقة الحارث بن حلزة

عدد أبياتها: ٨٥ بيتًا، فيما يلي:

٩: في فراق الحبيبة.

٥: في الناقة.

٥١: في الكلام عن الأعداء.

٤: في مدح عمرو بن هند.

١٦: في الفخر القبلي.

بدأ الحارث معلقته بأن الحبيبة أعلمته بفراقها، ومع أن هناك من الأشخاص من تمل إقامتهم، فإنها مهما طالت إقامتها فلن يملها، وقد أصبحت بعيدة، بينه وبينها ديار وقفار، بعد أن كان لهما ذكريات جميلة في مواضع كثيرة، وأنه كثيرًا ما تردد على هذه الأماكن فما كان يرى محبوبته في أي منها، فيبكي، ولكن ماذا كان يجدي البكاء، وكان آخر عهده بها نارًا أوقدتها من بعد شاسع -وهي مرتحلة- فأخذ ينظر إلى هذه النار، ولكنها كانت خافتة لبعدها عنه كثيرًا فلم يحس لها دفئًا:

آذنتنا ببينها أسماء ... رب ثاوٍ يمل منه الثواء

بعد عهد لها ببرقة شما ... ء فأدنى ديارها الخلصاء

فالمحياة فالصفاح فأعلى ... ذي فتاق فعاذب فالوفاء

أرى من عهدت فأبكي الـ ... يوم دلهًا، وما يرد البكاء؟

وبعينيك أوقدت هند النا ... ر أصيلًا تلوي بها العلياء

أوقدتها بين العقيق فشخصيـ ... ن بعود كما يلوح الضياء

فتنورت نارها من بعيد ... بخزاز هيهات منك الصلاء

وزادت عليه الهموم، فاستعان عليها بناقة سريعة تجري جري نعامة ذات أولاد، لا تفارق الصحراء، وأفزعها الصيادون مساء، فانطلقت تعدو مثيرة غبارًا كثيفًا يتطاير في جنبات الصحراء:

<<  <   >  >>