للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من مُثلُهم العليا:

وكانت لهم مثل عليا في حياتهم يتمنى كل منهم أن يترسمها ويحققها، ونراها مبثوثة في ثنايا أشعارهم، وأحيانا كانوا يحاولون أن يجمعها الواحد منهم في وصاياه التي ينصح أولاده باتباعها، ليكون كل منهم نموذجًا للمثل الأعلى للعرب، ومن هذه الوصايا قول عمرو بن الأهتم٥٦١:

لقد أوصيت ربعي بن عمرو ... إذا حزبت عشيرتك الأمور٥٦٢

بألا تفسدن ما قد سعينا ... وحفظ السورة العليا كبير٥٦٣

وإن المجد أوله وعور ... ومصدر غبه كرم وخير٥٦٤


٥٦١ المفضليات، ص٤٠٩ ب:٥-١٧.
٥٦٢ ربعي: ابنه. حزبت: فاجأت ودهمت وثقلت.
٥٦٣ السورة: المجد والسيادة. يقول له: لا تهدم ما بناه آباؤك من الأجداد. بل صنها وتمسك بها وزد عليها فالمحافظة على الأمجاد وتراث الأسلاف مهمة كبرى.
٥٦٤ وعور: مشقات وصعوبات. غبة: عاقبته. خير: خير عظيم. يقصد أن المكرمات لا تنال إلا بصعوبة ومشقة، وبناء الأمجاد ليس سهلًا، ولكن عاقبتها شرف وسؤدد عظيم.

<<  <   >  >>