للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لفعلت (١).

وتخوف أبو ذرّ من أن عثمان رضي الله عنه يحسبه من الخوارج الذين وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم وأن سيماهم التحليق (٢).

لذا فقد رفع عمامته عن رأسه وقال: إني -والله- يا أمير المؤمنين ما أنا منهم، ولا أدركهم، ولو أمرتني أن أعضّ على عرقوبتي قتب لعضضت عليها، حتى يأتيني الموت وأنا عاضّ عليها (٣).

قال عثمان رضي الله عنه صدقت يا أبا ذرّ، إنما أرسلنا إليك لخير؛ لتجاورنا بالمدينة.

ولكنّ أبا ذر رضي الله عنه مُوصى من رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخروج من المدينة إذا بلغ البناء سلعاً، وقد خرج لما بلغ البناء سلعاً إلى الشام كما تقدم، فلما أعيد إليها، لا بد وأن يخرج من المدينة ولو إلى غير الشام.

لذا فقد قال لعثمان: لا حاجة لي في ذاك إيذن لي في الربذة (٤) فقال عثمان: نعم، ونأمر لك بنعم من نعم الصدقة تغدُو عليك وتروح فتصيب


(١) عبد الرزاق، المصنف (١١/ ٣٣٢) وابن أبي شيبة، المصنف (١٥/ ٢٢٥)، وإسناده صحيح، انظر الملحق الرواية رقم: [١٧٦]
(٢) ابن سعد، الطبقات (٤/ ٢٣٢) وابن شبة، تاريخ المدينة (١٠٣٥ - ١٠٣٦)، وإسناده صحيح، انظر الملحق الرواية رقم: [١٧٥] و [١٧٧].
(٣) المصادر السابقة.
(٤) ابن شبة، تاريخ المدينة (١٠٣٦ - ١٠٣٧)، وإسناده حسن، انظر الملحق الرواية رقم: [١٧٧].

<<  <  ج: ص:  >  >>