للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤٦ / حمدُ الله هو أفضلُ النِّعَم

لا رَيب في عِظم شأن الحمدِ وجلالة قدره وكثرةِ ثوابه، فهو من أجلّ الطاعات وأحسن القُربات، وهو أحقُّ ما تقرّب به العبد إلى ربّه سبحانه. ثبت في الصحيح أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رفع رأسه من الركوع يقول: "ربّنا ولك الحمد، ملءَ السموات، وملءَ الأرض، وملءَ ما شئت من شيء بعد، أهلَ الثناء والمجد، أحقُّ ما قال العبد، وكلُّنا لك عبد لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجَد منك الجد"١.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " هذا لفظ الحديث

"أحقُّ" أفعل تفضيل، وقد غلط فيه طائفةٌ من المصنِّفين فقالوا "حقٌ ما قال العبد" وهذا ليس لفظ الرسول، وليس هو بقول سديد، فإنَّ العبدَ يقول الحقَّ والباطل، بل الحقُّ ما يقوله الربُّ، كما قال تعالى {فَالحَقُّ وَالحَقَ أَقُولُ} ٢، ولكن لفظه "أحقُّ ما قال العبد" خبر مبتدأ محذوف، أي الحمدُ أحقُّ ما قال العبد أو هذا ـ وهو الحمد ـ أحقُّ ما قال العبد، ففيه بيّن أنّ الحمد أحق ما قاله العبد، ولهذا أوجب قولَه في كلِّ صلاة، وأَنْ تُفْتَتَحَ به الفاتحة، وأوجب قولَه في كلِّ خطبة وفي كلِّ أمر ذي بال"٣. اهـ.


١ صحيح مسلم (رقم:٤٧٧) .
٢ سورة: ص، الآية: (٨٤) .
٣ الفتاوى (١٤/٣١٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>