للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٥٢ / معنى التكبير وبيان مدلوله

كان الحديث الماضي عن التكبير فضله وبيان مكانته من الدين، وسيكون الحديث عن معنى التكبير والمراد به؛ إذ إنَّ فقه الأذكار الشرعية وفهم المراد بها يُعدّ أساساً عظيماً ومطلباً جليلاً لا بدّ منه.

والتكبير هو تعظيم الربّ تبارك وتعالى وإجلاله، واعتقاد أنّه لا شيء أكبرُ ولا أعظمُ منه، فيصغر دون جلاله كلُّ كبير، فهو الذي خضعت له الرقاب وذلَّت له الجبابرة، وعنت له الوجوه، وقهر كلَّ شيء، ودانت له الخلائق، وتواضعت لعظمة جلاله وكبريائه وعظمته وعلوّه وقدرته الأشياء، واستكانت وتضاءلت بين يديه وتحت حكمه وقهره المخلوقات.

قال الإمام الأزهري في كتابه تهذيب اللغة: "وقول المصلي: الله أكبر، وكذلك قول المؤذِّن، فيه قولان:

أحدهما: أنّ معناه الله كبير، كقول الله جلّ وعزّ: {وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيهِ} ١، أي هو هيّنٌ عليه، ومثله قول مَعنِ بن أوس: لعمرك ما أدري وإني لأوجلُ.

معناه: وإني لوجلٌ.

والقول الآخر: أنّ فيه ضميراً، المعنى: الله أكبرُ كبيرٍ، وكذلك الله الأعزّ، أي: أعزُّ عزيزٍ، قال الفرزدق:


١ سورة: الروم، الآية: (٢٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>