للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٥/ ذِكرُ الله هو أزكى الأعمال وأفضلُها

إنَّ ذكرَ الله جلَّ وعلا هو أزكى الأعمال وخيرُها وأفضلُها عند الله تبارك وتعالى، ففي المسند للإمام أحمد، وسنن ابن ماجه، ومستدرك الحاكم، وغيرها من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا أُنبِّئُكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مَليكِكم، وأرفعها في درَجاتِكم، وخيرٌ لكم من إعطاء الذهبِ والورِق، وخيرٌ لكم من أن تلقَوا عدوَّكم فتضرِبوا أعناقَهم ويضربوا أعناقَكم؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: ذكر عز وجل "١.

فهذا الحديث العظيم أفاد فضيلة الذِّكر، وأنّه يعدل عتق الرِّقاب، ونفقة الأموال، والحمل على الخيل في سبيل الله عز وجل، ويعدل الضرب بالسيف في سبيل الله عز وجل.

قال ابنُ رجب رحمه الله: "وقد تكاثرت النّصوص بتفضيل الذِّكر على الصّدقة بالمال وغيره من الأعمال"٢. ثمّ أورد حديث أبي الدرداء المتقدِّم، وجملة من الأحاديث الأخرى الدّالة على المعنى نفسه.

وقد روى ابنُ أبي الدنيا كما في الترغيب والترهيب للمنذري٣، وقال: إسناده حسن، عن الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد قال: قيل


١ المسند (٥/١٩٥) ، سنن ابن ماجه (٣٧٩٠) ، والمستدرك (١/٤٩٦) . وصححه العلامة الألباني في صحيح الجامع (رقم:٢٦٢٩) .
٢ جامع العلوم والحكم (ص:٢٢٥) .
(٢/٣٩٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>