للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٧٢ ـ أنواع التوسُّل المشروع

إنَّ مِن آداب الدعاء العظيمة التوسلَ إلى الله تبارك وتعالى بين يدي الدعاء بما شرعه وأحبَّه ورضيَه لعباده وسيلةً تقرِّبهم إليه، يقول الله تعالى: {يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الوَسِيلَةَ} ١، أي: القُربة، ومن المعلوم أنَّ التوسلَ إلى الله والتقرُّبَ إليه وطلَبَ مرضاته إنَّما يكون بما شرع وأحبَّ، لا بالأهواء والبِدع، وهذا بابٌ هامٌّ للغاية ينبغي للمسلم أن يتفطَّن له، وأن يحذرَ من الوقوعِ في المخالفةِ فيه؛ إذ إنَّ من الناسِ مَن يقعُ في هذا البابِ في مخالفات عديدةٍ وانحرافاتٍ متنوِّعةٍ، وهو يظنُّ أنَّ ما يفعله أمرٌ يُقرِّبه إلى الله، ووسيلةٌ تدنيه منه، إلاَّ أنَّ التوسُّلَ إلى الله والتقرُّبَ إليه لا يكون نافعاً للعبد مقبولاً عند الله إلاَّ إذا كان مشروعاً قد دلَّ على مشروعيَّته كتابُ الله وسنةُ رسوله صلى الله عليه وسلم، وعند التأمُّل للنصوص في هذا نجد أنَّها قد دلَّت على أنواع معيَّنةٍ يُشرع للعباد أن يتوسَّلوا إلى الله بها، وهي:

أولاً: التوسُّلُ إلى الله بأسمائه الحسنى الواردة في كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، كما قال الله تعالى: {وَللهِ الأَسْمَاءُ الحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} ٢، وقال تعالى: {قُلِ ادْعُوا اللهَ أَوْ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيّاًمَّا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ الحُسْنَى} ٣.


١ سورة المائدة، الآية: (٣٥) .
٢ سورة الأعراف، الآية: (١٨٠) .
٣ سورة الإسراء، الآية: (١١٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>