للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٨٢ ـ إذا سألتَ فاسأل الله

لا شكّ أنَّ كلَّ مسلم يدعو الله تبارك وتعالى، يدعوه وهو يرجو أن يجيب دعاءَه ويحقِّقَ رجاءَه، ويعطيه سُؤْله، إلاَّ أنَّ الدعاءَ له شروطٌ عظيمة وآداب مهمة ينبغي على المسلم أن يعتنيَ بها ويحافظَ عليها؛ ليُستجاب له بتحقيقها دعاؤه، وليتحقق له بتكميلها أملُه بالله ورجاؤه، وهذه الشروطُ والآدابُ وإن كانت جميعُها مهمةً عظيمةً إلاَّ أنَّها متفاوتةٌ في الأهميَّةِ بعضها أهمّ من بعض، فمنها شروطُ صحةٍ لا يُستجاب الدعاء إلاَّ بها، ومنها آدابٌ وسُننٌ ومُكمّلات، والمسلم الموفَّقُ يحافظ على ذلك كلِّه ويعتني به جميعه ليَكمُل له نصيبُه من الخير.

وقد مرَّ معنا الإشارةُ إلى جملةٍ طيبةٍ من شروط الدعاء وآدابِه، ولا سيما عند ذكرِ حديث أبي هريرة رضي الله عنه المخرَّج في صحيح مسلم أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إنَّ الله طيِّبٌ لا يقبل إلاَّ طيِّباً، وإنَّ اللهَ تعالى أَمَر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} ١، وقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ} ٢، ثمَّ ذكر الرجلَ يطيل السفرَ أشعثَ أغبرَ يمدُّ يديه إلى السماء يا ربّ يا ربّ ومطعمُه حرام، ومشربُه حرام، وملبسُه حرام، وغُذِيَ بالحرام، فأنَّى يستجاب لذلك "٣.


١ سورة المؤمنون، الآية: (٥١) .
٢ سورة البقرة، الآية: (١٧١) .
٣ صحيح مسلم (رقم:١٠١٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>