للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٠٢ ـ الدعاء للوالدين ولذوي القربى

سبق أن مرَّ معنا بيانُ فضل الدعاء للمسلمين بالخير والرحمة والمغفرة، وما يترتَّبُ على ذلك من أجورٍ عظيمةٍ، وخيراتٍ عميمة، وإذا كان الدعاءُ مطلوباً من المسلم لعموم المسلمين فإنَّه متأكِّدٌ ومطلوبٌ بشكل أخصّ لقرابة الإنسان؛ إذ الأقربون أولَى بالمعروف وأحقُّ بالإحسان، ولا سيما الوالدان.

ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: " جاء رجلٌ فقال: يا رسول الله! مَن أحقُّ الناس بحسن صحابَتي؟ قال: أمُّك، قال: ثمَّ مَن؟ قال: أمُّكَ، قال: ثمَّ مَن؟ قال: أمُّك، قال: ثمَّ مَن؟ قال: ثمَّ أبوك "، وزاد مسلم: " ثمَّ أدناك أدناك "١.

وروى الترمذي والبخاري في الأدب المفرد عن بَهْز بن حكيم، عن أبيه، عن جدِّه قلت: يا رسول الله مَن أبَرُّ؟ قال: أمَّك، قلتُ: مَن أَبَرُّ؟ قال: أمَّك، قلتُ: مَن أَبَرُّ؟ قال: أمَّك، قلتُ: مَن أَبَرُّ؟ قال: أباك، ثمَّ الأقربَ فالأقرب "٢.

ومن أعظمِ البرِّ الدعاءُ، قال الله تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أن لاَ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا


١ صحيح البخاري (رقم:٥٩٧١) ، وصحيح مسلم (رقم:٢٥٤٨) .
٢ سنن الترمذي (رقم:١٨٩٧) ، والأدب المفرد (رقم:٣) ، وحسنه العلامة الألباني رحمه الله في صحيح الأدب المفرد (رقم:٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>