للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٣٣ / من أذكار الخروج من المنْزل

لقد مرَّ معنا دعاءُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الذي كان يُواظبُ عليه صلى الله عليه وسلم كلَّ ما خرج من منزله، وذلك في الحديث الذي رواه أبو داود وابن ماجه وغيرُهما عن أمِّ المؤمنين أمِّ سلمة هند المخزومية زوج النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم رضي الله عنها قالت: مَا خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْ بَيْتِي قَطُّ إِلاَّ رَفَعَ طَرْفَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ: "اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذ بِكَ أَنْ أَضِلَّ أَوْ أُضَلَّ، أَوْ أَزِلَّ أَوْ أُزَلَّ، أَوْ أَظْلِمَ أَوْ أُظْلَمَ، أَوْ أَجْهَلَ أَوْ يُجْهَلَ عليَّ"١.

وكلامُها رضي الله عنها في أوَّل هذا الحديث فيه دلالةٌ ظاهرةٌ على مواظبة النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم على قول هذا الدعاء في كلِّ مرَّة يخرج فيها صلوات الله وسلامه عليه من منْزله، وفي هذا دلالةٌ على أهميَّة مواظبة المسلم على هذا الدعاء في كلِّ مرَّة يخرج فيها من منزله تأسيًّا بالنبيِّ صلى الله عليه وسلم، وفي ذلك الخيرُ والبركةُ والسلامة والغنيمة.

وقولها رضي الله عنها: "إِلاَّ رَفَعَ طَرْفَهُ إِلَى السَّمَاءِ" فيه دلالةٌ على علوِّ الله على خلقه، وأنَّ الرَّبَّ الذي ندعوه ونسأله ونرجوه مستوٍ على عرشه بائنٌ من خلقه، كما قال تعالى: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيراً الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً} ٢.


١ سبق تخريجه.
٢ سورة: الفرقان، الآيات: (٥٨، ٥٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>