للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عنه بزيادة أو نقصان"١. أي: بزيادة في الإيمان والخير إن عمل به، أو نقصان من ذلك إن أهمله وضيّع حقوقه.

لقد كتب أهلُ العلم في هذا الموضوع آدابِ وأخلاقِ حملة القرآن كتاباتٍ عظيمةً، وألّفوا في هذا الباب مؤلّفاتٍ قيِّمةً نافعةً، وهي عديدةٌ ومتنوِّعةٌ إلاَّ أنَّ من أحسنها وفاء بهذا الموضوع كتاب "أخلاق حملة القرآن" للإمام العلاّمة أبي بكر محمّد بن الحسين الآجري المتوفّى سنة (٣٦٠هـ) ، فهو كتابٌ عظيمُ القدر، جليل الفائدة، وحريٌّ بكل حافظ للقرآن الكريم بل بكل مسلم أن يقف عليه ويفيد منه.

وقد تحدّث فيه مؤلّفه رحمه الله قبل بيانه لآداب حملة القرآن عن فضل حملة القرآن، وفضل من تعلّم القرآن وعلّمه، وفضل الاجتماع في المسجد لدرس القرآن، وقصد رحمه الله من البدء بهذه الأبواب الترغيب في تلاوة القرآن والعمل به والاجتماع لمدارسته، ثم شرع بعد ذلك في بيان آداب حملة القرآن مستدلاًّ على كل ما يقول بالنّصوص القرآنية والأحاديث النبويّة والآثار المرويّة عن سلف الأمّة.

ولعلّنا نأتي هنا على جملةٍ طيِّبةٍ من هذه الآداب الكريمة والخلال العظيمة التي ينبغي أن يتحلّى بها أهل القرآن وحملته، بل ينبغي أن يتحلّى بها المسلمون جميعهم.

فمن هذه الآداب٢: أن يتحلّى صاحب القرآن بتقوى الله في سرِّه وعلنه، ويقصد بعلمه وعمله وجه الله تعالى، ويريد بتلاوته


١ رواه الآجري في أخلاق حملة القرآن (ص:٧٣) .
٢ انظر: أخلاق حملة القرآن للآجري (ص:٢٤ وما بعدها) .

<<  <  ج: ص:  >  >>