للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٦٢ / دعاء الاستسقاء

لقد شَرَعَ اللهُ لعباده إذا أجدَبت فيهم الدِّيارُ، وقلَّت الأمطارُ، وحصل القَحْطُ أن يفزَعوا إلى الصلاة والدعاء والاستغفار، وأخبَرَ أنَّه لا يخيب عبداً دعاه، ولا يردُّ مؤمناً ناداه، فمَن دعاه بصدق وأقبل عليه بإلحاح حقَّق رجاءَه، وأجاب دعاءه، وأعطاه سؤله، فهو القائل سبحانه: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} ١، وأرشد عباده سبحانه عند احتباس المطر عنهم أن يستغفروه من ذنوبهم التي بسببها حبس المطر ومنع القطر.

وأخبر سبحانه عن أنبيائه ورسله عليهم السلام أنَّهم كانوا يرغِّبون أمَمَهم ويحثُّونهم على التوبة والاستغفار، ويبيِّنون لهم أنَّ ذلك سببٌ من أسباب إجابة الدعاء ونزولِ الأمطار وكثرة الخيرات وانتشار البركة في الأموال والأولاد، فذكر تعالى عن نوح عليه السلام أنَّه قال لقومه: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً} ٢، وذكر عن هود عليه السلام أنَّه قال: {وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ} ٣، وقال تعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ


١ سورة: البقرة، الآية (١٨٩) .
٢ سورة: نوح، الآيات (١٠ ـ ١٢) .
٣ سورة: هود، الآية (٥٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>