للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مشروع في المواضع الكبار لكثرة الجمع، أو لعظمة الفعل، أو لقوة الحال أو نحو ذلك من الأمور الكبيرة؛ ليُبيِّن أنَّ الله أكبرُ، وتستولي كبرياؤه في القلوب على كبرياء تلك الأمور الكبار، فيكون الدِّين كلُّه لله، ويكون العبادُ له مكبرون، فيحصل لهم مقصودان: مقصود العبادة بتكبير قلوبهم لله، ومقصود الاستعانة بانقياد سائر المطالب لكبريائه"١.

أمَّا تكبير النَبِيِّ صلى الله عليه وسلم عند رؤية الهلال فقد رواه الدارمي من حديث عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما قال: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى الهلالَ قال: اللهُ أكبَرُ، اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ عَلَيْنَا بِالأَمْنِ وَالإِيمَانِ، وَالسَّلاَمَةِ وَالإِسْلاَمِ، والتَّوْفِيقِ لِمَا تُحبُّ وتَرْضَى، رَبِيَ وَرَبُّكَ اللهُ"٢.

ولنبدأ هنا في الكلام على معنى الحديث، قوله: "إذا رأى الهلال" الهلال هو غرَّة القمر لليلتين أو لثلاث، وفي غير ذلك يُقال له قمر.

وقوله: "أهلَّه علينا" أي أطلعه علينا، وأرنا إيَّاه.

وقوله: "بالأمن والإيمان" الأمنُ هو الطمأنينة والراحة والسكون والسلامة من الآفات والشرور، وفي حديث طلحة "باليُمن" واليُمن هو السعادة، والإيمان هو الإقرار والتصديق والخضوع لله.

وقوله: "والسلامة والإسلام" السلامة هي الوقاية والنجاة من الآفات والمصائب، والإسلام هو الاستسلام لله والانقياد لشرعه.

وقوله: "ربِّي وربُّك الله" فيه إثبات أنَّ الناس والقمر وجميع المخلوقات


١ مجموع الفتاوى (٢٤/٢٢٦) .
٢ سنن الدارمي (رقم:١٦٨٧) ، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (١٠/١٣٩) : "فيه عثمان بن إبراهيم الحاطبي، وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات".

<<  <  ج: ص:  >  >>