للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث العاشر: عبودية الإنابة]

إن الإنابة نوع من أنواع العبادة لا تصح إلا لله ـ سبحانه ـ ولا يجوز صرفها إلا له وحده لا شريك له، وقبل أن نذكر الآيات الواردة في السورة التي دلت على أن الله ـ تعالى ـ تعبد بها عباده نذكر تعريفها في اللغة والشرع حتى يعرف الإنسان حقيقتها ويوجهها إلى ربه ـ جل وعلا ـ.

أما تعريفها في اللغة:

فقد جاء في الصحاح للجوهري: "وأناب إلى الله ـ تعالى ـ أقبل وتاب"١ وجاء في القاموس: "وناب زيد إلى الله ـ تاب ـ" اهـ٢.

وجاء في المصباح المنير: "وأناب زيد إلى الله ـ تعالى ـ إنابة رجع"اهـ٣. وجاء في اللسان: "وناب فلان إلى الله ـ تعالى ـ وأناب إليه إنابة فهو منيب: أقبل وتاب، ورجع إلى الطاعة، وقيل: ناب لزم الطاعة وأناب تاب ورجع.. إلى أن قال: الإنابة الرجوع إلى الله بالتوبة، وفي التنزيل العزيز: {مُنِيبِينَ إِلَيْه} ٤ أي: راجعين إلى ما أمر به، غير خارجين عن شيء من أمره"٥ اهـ. ومن هذه التعاريف اللغوية يتبين لنا أن الإنابة هي الإقبال على الله ـ عز وجل ـ والتوبة إليه.


١- ١/٢٢٩.
٢- ١/١٤٠.
٣- ٢/٦٢٩.
٤- الآية رقم ٣٣ من سورة الروم.
٥- ١/٧٧٥.

<<  <   >  >>