للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الجزاء منه، فقد أشرك في نيته وإرادته والإخلاص: أن يخلص لله في أقواله وأفعاله وإرادته ونيته، وهذه هي الحنفية ملة إبراهيم التي أمر الله بها عباده كلهم ولا يقبل من أحد غيرها وهي حقيقة الإسلام {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} ١.

وهي ملة إبراهيم ومن رغب عنها فهو من أسفه السفهاء. أ. هـ٢.

تعريف الشرك الأصغر:

الشرك الأصغر هو النوع الثاني من أنواع الشرك وقد أوضح تعريفه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: "إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر قالوا: وما الشرك الأصغر يا رسول الله؟ قال: الرياء" ٣.

وعند الحاكم من حديث أوس عن أبيه قال: "كنا نعد على عهد رسول الله أن الرياء الشرك الأصغر"٤.

والرياء الذي يعتبر شركاً إنما هو يسيره وليس بكثيره إذ الكثير منه قد يصل بصاحبه إلى الشرك الأكبر وهذا لا يصدر إلا من المنافقين الذين توعدهم الله بالدرك الأسفل من النار أو ممن لم تخالط بشاشة الإيمان قلبه.

قال ابن القيم ـ رحمه الله تعالى ـ في حده للشرك الأصغر "وأما الشرك الأصغر فكيسير الرياء والتصنع للخلق والحلف بغير الله ـ تعالى ـ وقول الر جل ما شاء الله وشئت، وهذا من الله ومنك وأنا بالله وبك ومالي إلا الله وأنت وأنا متوكل على الله وعليك ولولا أنت لم يكن كذا، وقد يكون شركاً أكبر بحسب قائله ومقصده"٥.

قال في تيسير العزيز الحميد ففسر الشرك الأصغر باليسير من الرياء فدل على أن


١- سورة آل عمران آية: ٨٥.
٢- الجواب الكافي ص١٥٩.
٣- مجمع الزوائد ١٠/٢٢ من حديث رافع بن خديج رضي الله عنه قال الهيثمي: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير شبيب وهو ثقة.
٤- المستدرك ٤/٣٢٩ وصححه وأقره على ذلك الذهبي.
٥- مدارج السالكين ١/٣٤٤.

<<  <   >  >>