للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الثاني: أبواب جهنم]

لقد جاء في السورة ذكر أبواب جهنم مجملة، دون تحديد لعددها كما دلت على أن أبوابها تكون مغلقة، وأنها لا تفتح إلا عند مجيء أهلها إليها يوم القيامة.

قال تعالى: {وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا} .

فالمراد بالأبواب المذكورة في هذه الآية هي أبواب جهنم السبعة.

قال تعالى: {وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ * لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ} ١.

قال ابن جرير: "يقول تعالى ذكره لإبليس: {وَإِنَّ جَهَنَّمَ} لموعد من تبعك أجمعين {لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ} يقول: لجهنم سبعة أطباق، لكل طبق منهم يعني من أتباع إبليس جزء، يعني قسماً ونصيباً مقسوماً" اهـ٢.

وقال ابن كثير: "وقوله {وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ} أي: جهنم موعد جميع من اتبع إبليس، كما قال عن القرآن {وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ} ٣ ثم أخبر أن لجهنم سبعة أبواب {لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ} أي: قد كتب لكل باب منها جزء من أتباع إبليس يدخلونه لا محيد لهم عنه، أجارنا الله منها، وكل يدخل من باب بحسب عمله، ويستقر في درك بقدر عمله" اهـ٤.

وقال أبو عبد الله القرطبي: "قوله تعالى: {وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ} يعني


١- سورة الحجر آية: ٤٣ ـ ٤٤.
٢- جامع البيان ١٤/٣٥.
٣- سورة هود آية: ١٧.
٤- تفسير القرآن العظيم ٤/١٦٢ ـ ١٦٣.

<<  <   >  >>