للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الباب الثامن والعشرون: عهد أبي بكر إليه ووصيته إياه]

...

الباب. ومن قول عمر: "إن استخلفت فقد استخلف من هو خير مني أبو بكر، وإن أترك فقد ترك من هو خير مني النبي صلى الله عليه وسلم". ما يدل على ذلك١.

وعلى قولنا: ثبتت بالنص الظاهر لا يكون من هذا الباب، ويكون من باب عهد الإمام قبله. فلو بايع الناس لشخص ثم بايعوا٢ لآخر بعده فلا بيعة للثاني، وإن بايع بعض لشخص، ثم بايع بعضهم لآخر فلا بيعة للثاني أيضاً، وإن بايع بعض أفراد الناس لشخص من غير مشورة جميعهم، أو بايعوا لغير من اتفق عليه الجم الغفير فلا بيعة له.

قال أصحابنا: "ولو ظهر رجل بسيفه فقهر الناس وأخذ الخلافة بيده، فهو خليفة يحرم قتاله، والخروج عليه، وعزله منها٣.

فإن خرج على الخليفة وقهره فللناس مساعدة الخليفة عليه وليس هو الخليفة، ولا يقرّ على ذلك ولو بايعه بعض الناس. والله أعلم. / [٣١ / ب] .

فصل: في وصية أبي بكر لعمر - رضي الله عنهما -

عن إسماعيل بن أبي خالد عن زُبيد٤ أن أبا بكر قال لعمر بن الخطاب: "إني موصيك [بوصية] ٥ إن حفظتها: إن لله حقاً بالنهار لا يقبله بالليل، ولله حق في


١ البخاري: الصحيح، كتاب الأحكام ٦/٢٦٣٨، رقم: ٢٧٩١، ومسلم: الصّحيح، كتاب الإمارة ٣/١٤٥٤، رقم: ١٨٢٣.
٢ في الأصل: (بايع) .
٣ انظر: ابن قدامة: المغني ١٢/٢٤٣، والكافي ٤/١٤٦، المرداوي: الإنصاف في معرفة الخلاف ١٠/٣١٠.
٤ زُبيد بن الحارث اليامي، الكوفي، ثقة عابد، توفي سنة اثنتين وعشرين ومئة، أو بعدها. (التقريب ص ٢١٣) .
٥ سقط من الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>