للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الباب السابع والخمسون: خوفه من الله عز وجل]

...

الباب السابع والخمسون: في ذكر خوفه من الله عزوجل

في صحيح البخاري عن المسور بن مخرمة، قال: "لما طعن عمر جعل يألم، فقال له ابن عباس وكأنه يجزّعه: "يا أمير المؤمنين، ولا كان ذلك١ لقد صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأحسنت صحبته، ثم فارقت٢ وهو عنك راضٍ، ثم صحبت أبا بكر فأحسنت صحبته، ثم فارقت وهو عنك راضٍ، ثم صحبت صحبتهم فأحسنت صَحَبتهُم٣، ولئن فارقتهم لتفارقنهم وهم عنك راضون فقال: "أما ما ذكرت من صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضاه، فإن ذلك منّ من الله منّ به عليّ، وأما ما ذكرت من صحبة أبي بكر ورضاه فإنما ذلك منّ من الله منّ به عليّ، وأما ما ترى من جزعي فهو من أجلك ومن أجل أصحابك فوالله لو أن لي طلاع الأرض ذهبا لافتديت به من عذاب الله عزوجل قبل أن أراه"٤.

وفيه عن أبي بردة بن أبي موسى، قال: "قال لي عبد الله بن عمر: "هل تدري ما قال أبي لأبيك"؟ قال قلت: لا، قال: "فإن أبي قال لأبيك:


١ أي: لا يكون ما تخافه. وفي رواية الأكثر: (ولئن كان ذلك) ، وفي رواية الكشميهني: (ولا كل ذلك) ، أي: لا تبالغ في الجزع فيما أنت فيه. (انظر: فتح الباري ٧/٥٢) .
٢ كذا بحذف المفعول، والكشميهني: (ثم فارقته) . (انظر: فتح الباري ٧/٥٢) .
٣ وفي رواية: (ثم صحبتهم فأحسنت صحبتهم) . يعني: المسلمين. قال ابن حجر: "ثم صحبت صحبتهم". بفتح الصاد والحاء الموحدة، أي: أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر، وفيه نظر، للإتيان بصيغة الجمع موضع التثنية، قال عياض: "يحتمل أن يكون) (صحبت) زائدة، وإنما هو ثم صحبته أي: المسلمين"، قال: والرواية الأولى هي الوجه". (انظر: فتح الباري ٧/٥٢) .
٤ البخاري: الصحيح، كتاب فضائل الصحابة ٣/١٣٥٠، رقم: ٣٤٨٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>