للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ويقولون أيضاً: السيرَة: معناها الهيئةُ، والسنةُ، والطريقةُ، والمذهبُ، ووصفُ السلوك (١) ، ونحن في السيرة النبوية نتطرق وبشكل أساسي إلى هيئته، ووصفه ظاهراً وباطناً في باب الشمائل المحمدية والتي أشار القرآن الكريم إلى كثير منها.

كما نقف طويلاً عند سنته القولية والفعلية والإقرارية في أطوار حياته بعد البعثة في كل موطن ومشهد من أحداث السيرة العطرة.

ويستمتع الدارسون والمتلقون من أبناء هذه الأمة المحمدية عندما يصف المحدثون والمؤرخون سلوكه الرباني العظيم مع ربه عز وجل أولاً، ثم مع أتباعه من الأصحاب والأحباب وخاصة مع أهل بيته، وخدمه، ومواليه، حتى مع دوابه صلى الله عليه وسلم.

ويقولون أيضاً:

استارَ بسَيرْ فُلاَن، أي مشى على خطته واستن بسنته (٢) ونحن أمة

محمد صلى الله عليه وسلم مطالبون بالسير على خطاه، وباتباع سننه بقدر المستطاع؛ حتى ننال الأجر والثواب: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} [آل عمران:٣١] ، ويقول تعالى: {وَأَطِيعُواْ اللهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [آل عمران:١٣٢] .

وآيات الطاعة والاتباع والتعزير والتوقير كثيرة في كتاب الله الحكيم، فلا يكمل إيمان المسلم إلا إذا كان اللهُ ورسولهُ أحَبَّ إليه مما سواهما.


(١) القاموس المحيط: ٥٢٨، مختار الصحاح: ٣٤٧، اللسان: ٦/٤٥٤.
(٢) المعجم الوسيط: ١/٤٧٠.

<<  <   >  >>