للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بالكتاب والسنة"١.

ثانياً: سبب تسمية علم الكلام بهذا الاسم: أما سبب تسميته بهذا الاسم فذلك مما تضاربت به الأقوال، ومما قيل في ذلك ما يلي:

١_ أن عنوان مباحث المتكلمين في العقائد كان: الكلام في كذا وكذا....

٢_ لأنه يورث قدرةً على الكلام في تحقيق الشرعيات، وإلزام الخصوم؛ فهو كالمنطق للفلسفةِ؛ والمنطقُ مرادفٌ للكلام.

٣_ لأن هذا العلم لا يتحقق إلا بالمباحثة، وإدارة الكلام من الجانبين على حين أن غيره من العلوم قد يتحقق بالتأمل، ومطالعة الكتب.

٤_ لأنه أكثر العلم خلافاً، ونزاعاً؛ فيشتد افتقاره إلى الكلام مع المخالفين، والرد عليهم.

٥_ لأنه؛ لقوة أدلته صار كأنه هو الكلام دون ما عداه من الكلام.

٦_ أنه؛ نظراً لقيامه على الأدلة القطعية المؤيد أكثرها بالأدلة السمعية كان أكثر العلوم تأثيراً بالقلب؛ فسمي الكلام بذلك مشتقاً من الكَلْم وهو الجرح.

٧_ أنه سمي بذلك؛ لأن أول خلاف وقع في الدين كان في كلام الله _عز وجل_ أمخلوق هو أم غير مخلوق؟ فتكلَّم الناس فيه؛ فسمي هذا النوع من العلم كلاماً، واختص به.

٨_ لأن هذا العلم كلام صِرْفٌ، وليس تحته عمل٢.


١_ فتح رب البرية ص ٧٦
٢_ انظر العقائد النسفية للنسفي ص ٦، وتاريخ ابن خلدون ص ٣٥٠_٣٧٥، والمعتزلة لزهدي جارالله ص ٣٤٦.

<<  <   >  >>