للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ذلك وادع إلى السنة حتى يكون لك في ذلك ألفة وجماعة يقومون مقامك إن حدث بك حدث، فيكونون أئمة بعدك فيكون لك ثواب ذلك إلى يوم القيامة كما جاء في الأثر: "فاعمل على بصيرة ونية وحسبة فيرد الله بك المبتدع المفتون الزائغ الحائر، فتكون خلفا من نبيك صلى الله عليه وسلم"، فإنك لن تلقى الله بعمل يشبهه. وإياك أن يكون لك من أهل البدع أخ أو جليس أو صاحب؛ فإنه جاء في الأثر: "من جالس صاحب بدعة نزعت منه العصمة، ووكل إلى نفسه. ومن مشى إلى صاحب بدعة مشى في هدم الإسلام" وجاء: "ما من إله يعبد من دون الله أبغض إلى الله من صاحب هوى". وقد وقعت اللعنة من رسول الله صلى الله عليه وسلم على أهل البدع، وأن الله لا يقبل منهم صرفا ولا عدلا ولا فريضة ولا تطوعا، وكلما ازدادوا اجتهادا وصوما وصلاة ازدادوا من الله بعدا. فارفض مجالسهم وأذلهم وأبعدهم كما أبعدهم الله وأذلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأئمة الهدى بعده. انتهى كلام أسد رحمه الله تعالى ١.

واعلم رحمك الله أن كلامه وما يأتي من كلام أمثاله من السلف في معاداة أهل البدع والضلالة في ٢ ضلالة لا تخرج عن الملة، لكنهم شددوا في ذلك وحذروا منه لأمرين:

الأول: غلظ البدعة في الدين في نفسها، فهي عندهم أجل من الكبائر،


١ كذا في جميع النسخ الخطية ووقع في روضة الأفكار والأفهام لابن غنام الاقتصار على لفظ (انتهى) . وعلى ذلك يحتمل أن يكون الضمير عائدا على ابن وضاح.
٢ لفظ (في) من نسخة سماحة المفتي التي هي بخط عبد العزيز بن ناصر.

<<  <   >  >>