للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المطلب الثالث: مواقف خلفاء بني أمية من أهل البدع]

للأسف الشديد أن أواخر بني أمية كانوا موالين لأهل البدع على خلاف ما كان عليه أوائلهم فالأوائل كانوا شديدين على المبتدعة لا يترددون في قمعهم فمن مواقفهم في ذلك:

١- موقف عبد الملك بن مروان مع معبد الجهني الذي كان أول من تكلم في القدر بالبصرة، فصلبه عبد الملك بن مروان بدمشق ثم قتله.١

٢- موقف عمر بن عبد العزيز الذي كان مقيماً للسنة حرباً على البدع وأهلها ومواقفه في ذلك مشهورة مشكورة، ومن ذلك إحضاره لغيلان بن مسلم الدمشقي الذي تنسب إليه فرقة "الغيلانية" من القدرية، وهو ثاني من تكلم في القدر ودعا إليه، لم يسبقه في ذلك سوى معبد الجهني، وعنه أخذ غيلان. فأحضره عمر بن عبد العزيز فاستتابه فتاب، فتركه.٢

٣- موقف هشام بن عبد الملك وقد تقدم خبره مع غيلان والجعد والجهم.

وكل من يتأمل في التاريخ يجد أن لبني أمية الأوائل أياد بيضاء في هذا الجانب، وإن كان لبعضهم هنات وزلات في جوانب أخرى، والتاريخ يشهد لهم أن راية


١- تهذيب التهذيب ١٠/٢٢٥،٢٢٦، ميزان الاعتدال ٣/١٨٣، الاعلام ٧/٢٦٣.
٢- الكامل لابن الأثير ٥/٢٦٣، الأعلام ٥/١٢٤، درء تعارض العقل والنقل ٧/١٧٣، وانظر خبر ذلك في كتاب الشريعة للآجري ص٢٢٨-٢٢٩، والتنبيه والرد للملطي ص١٧٨، السنة لعبد الله بن احمد ٢/٤٢٩، وشرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي ٢/٧٨٨، الإبانة لابن بطة، كتاب القدر الثاني ص٢٣١، الفتاوى ٧/١٤.

<<  <   >  >>