للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكذلك الفقر: لا يلائم الإنسان, فالإنسان يحب أن يكون غنياً.

وكذلك الجهل: لا يلائم الإنسان فالإنسان يحب أن يكون عالماً. لكن أقدار الله عز وجل تتنوع لحكمة يعلمها الله عز وجل, منها ما يلائم الإنسان ويستريح له بمقتضى طبيعته, ومنها ما لا يكون كذلك. فمت هو حسن الخلق مع الله عز وجل نحو أقدار الله؟

حسن الخلق مع الله نحو أقداره: أن ترضى بما قدر الله لك, وأن تطمئن إليه وتعلم أنه سبحانه وتعالى ما قدره إلا لحكمة عظيمة وغاية محمودة يستحق عليها الحمد والشكر.

وعلى هذا فإن حسن الخلق مع الله نحو أقداره, هو أن يرض الإنسان ويستسلم ويطمئن, ولهذا امتدح الله الصابرين فقال: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ , الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} ١.

ثانياً: حسن الخلق في معاملة الخَلق:

أما حسن الخلق مع المخلوق فعرّفه بعضُهم بأنه كفُّ الأذى, وبذلُ النّدى، وطلاقة الوجه. ويذكر ذلك عن الحسن البصري رحمه الله٢.


١ سورة البقرة الآية: ١٥٦.
٢ انظر الآداب الشرعية ٢/٢١٦. وهناك تعريفات أخرى لحسن الخلق منها: تعريف الواسطي قال: هو أن لا يخاصم ولا يخاصم من شدة معرفته بالله تعالى. وقيل: هو التخلي من الرذائل والتحلي بالفضائل. وقيل: هو بذل الجميل وكف القبيح. وسئل سهل عنه فقل: أدناه الاحتمال وترك المكافأة والرحمة للظالم والاستغفار له والشفقة عليه راجع في ذلك: مدارج السالكين لابن القيم ٢/٢٩٤ الإحياء لأبي حامد الغزالي ٣/٥٣ والآداب الشرعية٢/٢١٦.

<<  <   >  >>