للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وسلم إذا جلسوا مجلساً كان حديثهم الفقه إلا أن يقرأ رجل سورة أو يأمروا رجلاً أن يقرأ سورة" ١.

وقال ابن القيم (ت ٧٥١هـ‍.) : "صحة الفهم وحسن القصد من أعظم نعم الله التي أنعم على عبده، ما أُعطي عبد عطاءً بعد الإسلام أفضل ولا أجلّ منهما. بل هما ساقا الإسلام وقيامه عليهما، وبهما يأمن العبد طريق المغضوب عليهم الذين فسد مقصدهم، وطريق الضالين الذين فسدت فهومهم، ويصير من المنعم عليهم الذين حسنت أفهامهم وقصودهم، وهم أهل الصراط المستقيم الذي أُمرنا أن نسأل الله أن يهدينا صراطهم في كل صلاة. وصحة الفهم نور يقذفه الله في قلب العبد يميز به بين الصحيح والفاسد والحق والباطل ... " ٢.

٤- الحرص على تثبيت العلم والتثبت فيه:

ووسائل التثبت فيه عندهم من أهمها:

أ - التلقي على الشيوخ مع انتقاء الذين يُتلقى عليهم العلم، فلا يتلقون على مبتدع، ولا صاحب هوى، ولا من غير الثقة.

قال الإمام محمد بن سيرين (ت ١١٠هـ‍.) : "لم يكونوا يسألون عن الإسناد، فلما وقعت الفتنة قالوا: سمّوا لنا رجالكم فينظر إلى أهل السنة فيؤخذ حديثهم، وينظر إلى أهل البدع فلا يؤخذ حديثهم". وقال أيضاً: "إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم" ٣.

وقال الإمام مالك (ت ١٧٩هـ‍.) : "لا يؤخذ العلم من أربعة: معلن السفه،


١ رواه البيهقي في المدخل رقم ٤١٩.
٢ أعلام الموقعين (١/٨٧) .
٣ مقدمة صحيح مسلم (١٤، ١٥) .

<<  <   >  >>