للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الفصل الثالث: في ثناء الناس عليه] ١

قال بلال الخواص: كنت في تيه بني إسرائيل فإذا رجل يماشيني فتعجبت، ثم ألهمت أنه الخضر فقلت له: بحق الحق من أنت؟ فقال: أخوك الخضر. فقلت له: أريد أن أسألك. فقال: سل. فقلت: ما تقول في الشافعي؟ فقال: هو من الأوتاد. قلت: فما تقول في أحمد بن حنبل؟ قال: رجل صدّيق. قلت: فما تقول في بشر بن الحارث؟ فقال: لم يُخْلِفْ بعده مثله. فقلت: بأي وسيلة رأيتك؟ قال: ببرك أمك٢.


١ إضافة يقتضيها السياق بدليل ما سبق وما سيأتي في تقسيم المؤلف، ولعلها سقطت من الناسخ.
٢ أبو القاسم القشيري في الرسالة القشيرية ص٣١، وابن الجوزي في المناقب ص١٨٨. قلت: إن الأئمة رحمهم الله في غنى عن هذه الأساطير والخرافات الصوفية في إثبات فضائلهم ومناقبهم وكراماتهم، فإن الخضر عليه الصلاة والسلام من أنبياء الله الكرام، لم يكتب الله له ولا لغيره من الخلق الخلود في الدنيا. قال تعالى: {وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ} سورة الأنبياء /٣٤، وقال صلى الله عليه وسلّم: "أرايتكم ليلتكم هذه؟ فإن على رأس مئة سنة منها لا يبقى على ظهر الأرض ممن هو اليوم عليها أحد" أخرجه البخاري ١/٥٨، ومسلم ٤/١٩٦٥.
وقد أجمع المحققون من العلماء كالإمام البخاري والإمام إبراهيم الحربي والقاضي ابن العربي والإمام ابن تيمية وابن القيم والحافظ ابن حجر وغيرهم كثير - أجمعوا على أن الخضر عليه الصلاة والسلام قد مات منذ أمد بعيد.
وأما ما يروى في بقاء الخضر من الروايات فيقول الإمام ابن القيم في كتابه المنار المنيف ص٦٧: "والأحاديث التي يذكر فيها الخضر وحياته كلها كذب، ولا يصح في حياته حديث واحد". اهـ وبمثله ذكره ابن الجوزي والحافظ ابن كثير والحافظ ابن حجر.
(ر: للتوسع: المنار المنيف في الصحيح والضعيف لابن القيم، الزهر النضر في نبأ الخضر للحافظ ابن حجر) .

<<  <   >  >>