للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الفصل الأول: التركيز على العقيدة من خلال تفسيره.

المبحث الأول: اهتمامه بالعقيدة من خلال تفسيره بصفة عامة.

عقيدة الشيخ رحمه الله عقيدة سلفية، متمشية مع نصوص كتاب الله وسنة رسوله "صلى الله عليه وسلم".

وأهم الشروط لأي تفسير ليلاقي القبول، ويؤثر في القلوب التأثير المستقيم، المثمر للعمل الصالح، أن يكون مبنياً على أسس ثابتة قوية، يكون في مقدمتها النظرة العقدية الصحيحة لنصوص كتاب الله عز وجل، ووضعها في مواضعها، وإجراؤها في مجراها الصحيح.

وقد تميز تفسير الشيخ بهذه الميزة تميزاً واضحاً، على الرغم من منحى الاختصار الذي ينحاه الشيخ، ولذلك كان تفسيره من التفاسير الموثوق بها عند أهل الاعتقاد الصحيح، كبقية تفاسير السلف التي توافرت على السير على الأسس العقدية الصحيحة، المستمدة من كتاب الله وسنة رسوله "صلى الله عليه وسلم" وأسس قواعدها رسول الله "صلى الله عليه وسلم" على هدى وبصيرة من الله، كما قال تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} ١.

وقد ركز الشيخ "رحمه الله" على العقيدة تركيزاً بالغاً، لأهميتها ومنزلتها العظيمة في الدين، ولما رأى من أحوال كثير من الناس الشركية والبدعية فكان لزاماً عليه، وقد صمم على القيام بمهمة الدعوة إلى الله على بصيرة أن يركز على هذا الأساس العظيم، الذي جهله فئام كثيرة من الناس وتجاهله آخرون فلم يعبؤوا به، ولم يرفعوا به رأساً، ولم يهتموا به، استكبارًا أو إعراضاً أو استهانة، أو غير ذلك: {وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} ٢. ومن ألقى نظرة على مؤلفات الشيخ، أو فتاويه، أو رسائله ومكاتباته، يظهر له تركيز، على حذا الجانب جلياً واضحاً.


١ سورة يوسف: آية "١٠٨".
٢ سورة الرعد: آية "٣٣" وسورة الزمر: آية. "٢٣".

<<  <   >  >>