للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الرابع: ما جاء من السمعيات أنه أوحى إليك بهذا الأمر العظيم.

الخامس: أنه أوحاه إلى من قبلك.

السادس: أن أقرب الخلائق منزلة لو يفعله لم يسامح.

السابع: أن الحسنات وإن كثرت- إذا وجد- أي الشرك- لم يبق منها شيء.

الثامن: كون ذلك المقرب لو يفعله لم يكف بطلان عمله بل صار من أولئك١.

ولتبيين خطر الشرك يقول عند قول الله تعالى: {وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ أُولَئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْماً لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ} ٢.

المسألة التي لم يعرفها أكثر من يدعي العلم، وهي مسألة تكفير من أشرك، وحبوط عمله، ولو كان أعبد الناس وأزهدهم٣.

ويقول عند قول الله تعالى: {وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ أَفَأَمِنُوا أَنْ تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ} ٤.

المسألة العظيمة: وهي إخبار، تبارك وتعالى أن أكثر هذا الخلق لو آمن أفسد إيمانه بالشرك، فهذه أي هذه المسألة- فساد القوة العملية٥. كما ينبه أيضاً على أن في هذه الآية التنبيه على الاحتراز من اجتماع الإيمان مع الشرك المفسد، خصوصا لما ذكر أن هذا حال الجمهور٦.


١ مؤلفات الشيخ/ القسم الرابع/ التفسير ص "٣٣٩".
٢ سورة الأنعام: آية "٨٨، ٨٩".
٣ مؤلفات الشيخ/ القسم الرابع/ التفسير ص "٦٧".
٤ سورة يوسف: الآيات "١٠٥- ١٠٧".
٥ مؤلفات الشيخ/ القسم الرابع/ التفسير ص "١٧٨" وانظر قسم التحقيق ص "٣٩٢".
٦ مؤلفات الشيخ/ القسم الرابع/ التفسير ص "١٧٨" وانظر قسم التحقيق ص "٣٩٢".

<<  <   >  >>