للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نفسه، وأعرض عن أمر مولاه، فلم يك من الساجدين، فلما لعنه الله وأبلسه، وسأل الله النظرة فأنظره إلى يوم الدين أقسم ليقعدن لعباد الله الصراط المستقيم ليصرفهم عنه بكل السبل فينقلبوا خاسرين، ويكونوا معه في سواء الجحيم إلا عباد الله المخلصين.

فلا غرابة إن تكررت هذه القصة العظيمة المستمرة. ولا غرابة أن يفردها الشيخ بالدراسة والاستنباط محذراً مما حذر الله منه من كيد إبليس وإغوائه وصده عن الطريق المستقيم.

ثانياً: قصة موسى وفرعون:

وهي امتداد للصراع بين الحق والباطل والخير والشر. الحق الذي يمثله موسى عليه السلام، بما يحمله من هداية وبيان ودعوة إلى الخير والشر الذي يمثله فرعون بتمرده وعتوه وطغيانه، وتجنيده نفسه وحاشيته لخدمة إبليس وطاعته بالصد عن سبيل الله، وإيذاء عباد الله، وتكذيب رسله، وبلوغ الغاية في العتو والتكبر بادعاء الألوهية. وهذا الصراع بين الحق والباطل لا يزال مستمراً.

فهذه القصة من أعظم قصص الأنبياء كما أن فيها منهجاً عظيماً للدعوة إلى الله والصبر عليها وحسن عاقبه الصابرين.

ثالثاً: قصة موسى والخضر:

وهي قصة عجيبة اشتملت على كثير من الفوائد والأحكام والقواعد، ففيها تعليم للإنسان بأن يسند العلم إلى الله تعالى، ويعلم أن ما أتاه الله من العلم بالنسبة لعلم الله كقطرة من بحر زاخر، فيطلب من الله المزيد، ويسعى في طلب العلم ويتحمل المشاق في تحصيله من أهله، وإن كان أعلى منهم رتبه.

وفيها آداب العالم والمتعلم، وما ينبغي لكل منهما. إلى غير ذلك من الفوائد الكثيرة التي نص الشيخ على بعضها.

فلأهمية هذه القصص مع كثرة ورود القصتين الأوليين في كتاب الله أفردهما الشيخ بالدراسة والاستنباط، ولم يقتصر على هذه القصص بل تناول غيرها بالذكر لها واستنباط المسائل والفوائد والعبر منها كقصة يوسف وإخوته وكثير من قصص الأنبياء ولكن عنايته بالقصص الثلاث السابقة قد فاقت غيرها فلذا أفردت بالذكر.

<<  <   >  >>