للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً} ١.

فقد أوضح الفائدة هنا، وهي معرفة العداوة التي بين آدم وذريته، وإبليس وذريته ومأخذها مما دلت عليه الآيات من نكول إبليس عن السجود لآدم وطرده بسبب ذلك واستدل على هذه الفائدة بذكره سبحانه هذه العداوة في الآية المذكورة.

وقوله٢: ومنها- وهي أعظمها- أنها تفيد الخوف العظيم الدائم في القلب، وأن المؤمن لا يأمن حتى تأتيه الملائكة عند الموت تبشره، وذلك من قصة إبليس وما كان فيه أولاً من العبادة والطاعة، ففي ذلك شيء من تأويل قوله "صلى الله عليه وسلم": "إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع ... " إلى آخره٣.

وقد دعم هذا الاستنباط بالسنة.

وقوله٤:- ومنها معرفة شدة عداوة عدو الله لنا، وحرصه على إغوائنا بكل طريق فيعتد المؤمن لهذا الحرب عدته، ويعلم قوة عدوه وضعفه عن محاربته إلا بمعونة الله كما قال قتادة: إن عدوا يرآنا هو وقبيله من حيث لا نراهم أنه لشديد المؤنة إلا من عصمه الله، وقد ذكر الله عداوته في القرآن في غير موضع، وأمرنا باتخاذه عدوا٥.

وقد دعم هذا الاستنباط بقول قتادة التابعي "رحمه الله".

وقد سار الشيخ على هذا النمط كثيراً في استنباطه الفوائد من قصة آدم وإبليس فمن ذلك قوله أيضاً:


١ سورة الكهف: آية "٥٠" وانظر مؤلفات الشيخ/ القسم الرابع/ التفسير ص "٨٦، ٨٧".
٢ مؤلفات الشيخ/ القسم الرابع/ التفسير ص "٨٤".
٣ تقدم تخريجه ص "١٣٩".
٤ مؤلفات الشيخ/ القسم الرابع/التفسير ص "٨٧".
٥ تقدم تخريجه ص "٧٦".

<<  <   >  >>