للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

يجوز أن يكون من ألفاظه (١) ، ويعد ابن القيم ـ وهو ممن نهل من المدرسة نفسها التي نهل منها ابن كثير ـ من أوائل العلماء الذين أصَّلوا بعض القواعد التي يمكن بواسطتها نقد متن الحديث (٢) .

لم يُهْمِل العلماء المسلمون إذن نقد المتن من خلال استخدام بعض القواعد والمقاييس التي رصدها بعض الباحثين أمثال: مسفر غرم الله الدميني في كتابه "مقاييس نقد متون السنة" (٣) ، وعصام البشير في كتابه "أصول منهج النقد عند أهل الحديث" (٤) ، ومحمد طاهر الجوابي في كتابه "جهود المحدثين في نقد متن الحديث النبوي" (٥) ، لكن هذا النوع من النقد ليس كلاً مباحاً لكل طالب، وليس باباً مفتوحاً لكل طارق.

قال ابن القيم ـ في إجابة على سؤال فحواه: هل يمكن معرفة الحديث الموضوع دون النظر في سنده؟: "إنما يَعْلمُ ذلك من تضلع في معرفة السنن الصحيحة واختلطت بلحمه ودمه، وصار له فيها ملكة، وصار له اختصاص شديد بمعرفة السنن والآثار، ومعرفة سيرة الرسول


(١) الاقتراح في بيان الاصطلاح، تحقيق عامر حسن صبري، بيروت، دار البشائر، ط١، ١٤١٧، ص:٢٢٨.
(٢) انظر: نقد المنقول والمحك المميز بين المردود والمقبول، تحقيق: حسن سماحي سويدان، بيروت، دار القادري، ط١، ١٤١١، وهذا الكتاب لابن القيم هو المشهور بالمنار المنيف في الصحيح والضعيف، انظر: بكر أبو زيد: ابن القيم حياته وآثاره، الرياض، مكتبة المعارف، ط٢، ١٤٠٥، ص١٩٤.
(٣) ط١، ١٤٠٤، ص:١١٧-١٦٤-١٨٣-١٩٥-٢٠٧-٢٢١.
(٤) نشرته مؤسسة الريان، بيروت، ط٢، ١٤١٢هـ، ص:٨٠.
(٥) نشرته مؤسسات عبد الكريم، تونس، ص:٤٥٦-٤٥٧.

<<  <   >  >>