للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

كذلك راجع ابن كثير رواية ابن إسحاق وفيها أن أبا موسى الأشعري ممن هاجر من مكة إلى الحبشة، وما ورد في المسند عن الإمام أحمد من أن أبا موسى كان من المهاجرين إلى الحبشة من مكة وكذلك رواية أبي نعيم والبيهقي في الدلائل، وفيها عن أبي موسى: "أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ننطلق مع جعفر بن أبي طالب على أرض النجاشي". وهي مروية بإسناد صحيح، وقارن تلك الروايات برواية البخاري ومسلم في هجرة أبي موسى الأشعري وفيها أنهم بلغهم مخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم باليمن فخرجوا مهاجرين في بضعة وخمسين رجلاً في سفينة فألقتهم السفينة إلى النجاشي.

ونقل ابن كثير عن البيهقي قوله: "ولعل الراوي قد وهم في قوله أمرنا رسول الله أن ننطلق.. والله أعلم" (١) .

وقد رد ابن كثير روايات لابن إسحاق وموسى بن عقبة، معارضاً إياها براويات صاحبي الصحيح مثل رواية ابن إسحاق في وقت نزول سورة "الضحى" (٢) ، وقول موسى بن عقبة، عن جميع من استشهد يوم أحد من المهاجرين والأنصار أنهم تسعة وأربعون رجلاً.

حيث عقَّب على ذلك بقوله: "ثبت في الحديث الصحيح عند البخاري عن البراء أنهم قتلوا من المسلمين سبعين رجلاً" (٣) .


(١) ٤/١٧٤-١٧٦-١٧٧.
(٢) ٤/٤١.
(٣) ٥/٤٤٥.

<<  <   >  >>