للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

يورد طرقاً أخرى للقصيدة مع أن الأموي أوردها في مغازيه مطولة لكن هل رواها عن ابن إسحاق أو عن غيره (١) ؟

وهناك أشعار يرويها ابن إسحاق عن عبد المطلب (٢) وورقة بن نوفل (٣) وأمية بن أبي الصلت (٤) ، وهي في أمس الحاجة إلى قراءة نقدية من جانب ابن كثير، ومعلوم أن ظاهرة الأشعار في السيرة من الظواهر التي استأثرت باهتمام قدماء النقاد اللغويين كابن سلام الجمحي (ت:٢١٣هـ) ، الذي يذكر أن ابن إسحاق هجن الشعر وأفسده وحمله كلَّ غثاء، وكان من علماء الناس بالسير فنقل الناس عنه الأشعار وكان يعتذر منها ويقول: لا علم لي بالشعر، إنما أوتى به فأحمله، وانتقد بشكل خاص الشعر القديم المحمول عن عاد وثمود وأشعار الرجال الذين لم يقولوا شعراً قط.

وفي موضع آخر يذكر أن قصيدة أبي طالب اللامية زيد فيها وطولت (٥) ، ويقول ابن هشام مهذب سيرة ابن إسحاق.. بعدما أورد القصيدة اللامية لأبي طالب: هذا ما صح لي من القصيدة، وبعض أهل


(١) ورد في الحديث الصحيح عن ابن عمر: من أبيات قصيدة أبي طالب بيت واحد هو قوله:
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ... ثمالُ اليتامى عصمةٌ للأراملِ
البخاري: الجامع الصحيح، كتاب الاستسقاء، ٢/١٥.
(٢) ٣/٣٨٦.
(٣) ٣/٤٧٠-٤٧١.
(٤) ٣/٢٨٥-٢٩٦.
(٥) طبقات الشعراء، بيروت، دار الكتب العلمية، ط٢،١٤٠٨هـ، ص:١٣-٩٥.

<<  <   >  >>