للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المطلب الثاني: مواقفهم من توحيد الأسماء والصفات]

١- الجهمية:

أتباع الجهم بن صفوان وهم ينفون جميع الأسماء والصفات.

أما في أسماء الله عز وجل فقد عرف عن الجهم بن صفوان أنه له مسلكان: الأول: نفيه جميع الأسماء الحسنى عن الله عز وجل.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "جهم كان ينكر أسماء الله تعالى فلا يسميه شيئا لا حيا ولا غير ذلك إلا على سبيل المجاز"١

الثاني: أن الله يسمى باسمين فقط هما "الخالق" و "القادر".

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "كان الجهم وأمثاله يقولون: إن الله ليس بشيء، وروي عنه أنه قال: لا يسمى باسم يسمى به الخلق، فلم يسمه إلا "بالخالق" و "القادر" لأنه كان جبريا يرى أن العبد لا قدرة له"٢ وقال رحمه الله: "ولهذا نقلوا عن جهم أنه لا يسمى الله بشيء، ونقلوا عنه أنه لا يسميه باسم من الأسماء التي يسمى بها الخلق: كالحي، والعالم والسميع، والبصير، بل يسميه قادرا خالقا، لأن العبد عنده ليس بقادر، إذ كان هو رأس الجهمية الجبرية"٣

وأما في صفات الله عز وجل فالجهمية ينفون جميع الصفات ولا يصفون الله إلا


١ مجموع الفتاوى (١٢/ ٣١١) .
٢ منهاج السنة (٢/ ٥٢٦، ٥٢٧) ، الأنساب للسمعانى (٢/ ١٣٣) .
٣ درء تعارض العقل والنقل (٥/ ١٨٧) ، مجموع الفتاوى (٨/ ٤٦٠) .

<<  <   >  >>