للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

قال الأزهري١: كل كلمة بُنيت أداةً عارية في الكلام لتفرقة المعاني واسمها حرف وإن كان بناؤها بحرفين أو فوق ذلك مثل حتى وهل وبل ولعل، وكل كلمة تقرأ على الوجوه من القرآن تسمى حرفاً، تقول: هذا في حرف ابن مسعود أي في قراءة ابن مسعود.

وقال ابن سيده ٢: والحرف القراءة التي تقرأ على أوجه وما جاء في الحديث من قوله عليه السلام نزل القرآن على سبعة أحرف كلها شاف كاف أراد بالحرف اللغة.

قال أبو عبيد٣ وأبو العباس٤: نزل على سبع لغات من لغات العرب قال: وليس معناه أن يكون في الحرف الواحد سبعة أوجه هذا لم يسمع به، قال ولكن يقول هذه اللغات متفرقة في القرآن فبعضه بلغة قريش، وبعضه بلغة أهل اليمن وبعضه بلغة هوازن، وبعضه بلغة هذيل، وكذلك سائر اللغات ومعانيها في هذا كله واحد ٥.


١ تهذيب اللغة ٥/١٢، وهو محمد بن أحمد بن الأزهر الهروي، أبو منصور، أحد الأئمة في اللغة والأدب، عني بالفقه فاشتهر به أولاً، ثم غلب عليه التبحر في العربية، له تصانيف منها، تهذيب اللغة وغريب الألفاظ التي استعملها الفقهاء، توفي سنة ٣٧٠هـ، الأعلام ٥/٣١١، الوفيات ١/٥٠١.
٢ علي بن إسماعيل المعروف بابن سيدة أبو الحسن، إمام في اللغة وآدابها، كان ضريراً، صنف المخصص وغيره، توفي سنة ٤٥٨هـ، الأعلام ٤/٢٦٣.
٣ أبو عبيد القاسم بن سلام الهروي الأزدي الخزاعي بالولاء الخراساني البغدادي، أبو عبيد، من كبار العلماء بالحديث والأدب والفقه، له كتب ومصنفات كثيرة منها، الغريب المصنف في غريب الحديث، الأعلام ٥/١٧٦، تهذيب التهذيب ٧/٣١٥.
٤ أبو العباس أحمد بن علي بن يوسف، أبو العباس البوني، صاحب المصنفات في علم الحروف، له كتب منها شمس المعارف الكبرى في علم الحروف والخواص، توفي سنة ٦٢٢هـ، الأعلام ١/١٧٤.
٥ لسان العرب ٩/٤١، القاموس المحيط ٣/١٣٠، ١٣١.

<<  <   >  >>