للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٦٧ - "من أحيا سنة من سنتي قد أميتت بعدي فإن له من الأجر مثل أجور من عمل بها من غير أن ينقص من أجورهم شيئا ومن ابتدع بدعة ضلالة لا يرضاها الله ورسوله كان عليه من الإثم مثل آثام من عمل بها لا ينقص ذلك من أوزارهم شيئا (١) ".

رواه بلال بن الحارث المزني [١٣٢]

• التِّرْمِذِيُّ [٢٦٧٧] وَحَسَّنَهُ في العِلْمِ، وَابْنُ مَاجَه [٢٠٩] عَنْ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ المُزَنِي، عَنْ بِلالِ بْنِ الحَارثِ المُزَنِيِّ.


(١) قال التبريزي: "رواه الترمذي".
وأقول: أي من حديث بلال بن الحارث، وابن ماجه: عن كثير بن عبد الله بن عمرو، عن أبيه، عن جده؛ أي: عمرو بن عوف المزني.
وعزوه إلى الترمذي من حديث بلال خطأ واضح؛ بل هو عنده في "العلم" من حديث كثير - أيضًا - بسنده المذكور عن جده، أن النبي صلى الله عَلَيهِ وسَلمَ قال لبلال بن الحارث: "اعلم"، قال: ما أعلم يا رسول الله؟! قال: "اعلم يا بلال! "، قال: ما أعلم يا رسول الله؟! قال: "إنه من أحيا سنة .. " الحديث.
فهو موجه إلى بلال، وليس من روايته، وليست هذه الزيادة التي ذكرتها عند ابن ماجه، ولا السياق له.
وأما قول الترمذي عقبه: "هذا حديث حسن"؛ فمردود، كيف لا؛ وقد قال الشافعي، وأبو داود في كثير هذا: "ركن من أركان الكذب"، وقال ابن حبان: "له عن أبيه، عن جده نسخة موضوعة"؟!
ولهذا لا يعتمد العلماء على تصحيح الترمذي، كما قال الذهبي.
ولقد كان هذا الحديث الواهي مثار شبهة في رد عموم الأحاديث الصحيحة في أن: "كل بدعة
ضلالة"، متمسكين بقوله فيه: "ومن ابتدع بدعة ضلالة"، مع أن هذا - لو صح - لا مفهوم له؛ بل هو كقوله - تعالى -: {لا تَأكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَة}، وتفصيل هذا في كتاب "الاعتصام" للإمام الشاطبي.
ثم رأيت الحديث عند الهروي في "ذم الكلام" (ق ١٣٩/ ١)، عن بلال بن الحارث، وعن عمرو بن عوف؛ من طريق كثير.
ويغني عن هذا الحديث: حديثُ جرير الآتي (رقم:٢٠٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>