للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجاءت الدولة الأموية وعلى رأسها «معاوية بن أبى سفيان» . وكان «معاوية» قبل أن يكتب له هذا النصر عاملا لعمر بن الخطاب على الشام، ثم لعثمان بن عفان عشرين عاما، وكان ينزل هو وأهله دمشق.

فما إن غلب على الأمر وأصبح السلطان إليه حتى جعل «دمشق» مقرّ سلطانه، يلتفّ حوله آله وأنصاره وأشياعه.

ونهضت «دمشق» وأصبحت محطّ رحال العلماء، ومعترك الرأى، ومقصد ذوى الجاه، وأخذ شأنها يعلو والحضارة فيها تزدهر.

وعاشت على ذلك حقبة، اتصلت أعوامها باتصال أعوام الدولة الأموية.

ولما أفضت الخلافة إلى بنى العباس مالوا عن الشام إلى العراق، يميل بهم عن الأولى أنها معقل الأمويين ومجتمع أنصارهم، ويميل بهم إلى الثانية أنها مهد دعوتهم ومكان شيعتهم.

وما يكاد «أبو العباس السفّاح عبد الله بن محمد بن على» يلي خلافة الهاشميين سنة ١٣٢ هـ حتى يقصد قصد «العراق» وينزل «الكوفة» ثم يتحول عن «الكوفة» إلى «الأنبار» ويأخذ في بناء مدينة على شاطئ الفرات يسميها: الهاشمية «١» .

ويموت أبو العباس السفاح، ويجيء في إثره أبو جعفر المنصور، يلي من أمر الهاشميين ما وليه أبو العبّاس من قبله، فيختار موضعا بين «الكوفة» «والحيرة» يبنى فيه مدينة، يُسميها هو الآخر: الهاشمية.

<<  <  ج: ص:  >  >>