للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأما «عبيدة بن الزبير» فهو الّذي قال لعمرو بن الزبير. حين قاتل «عبد الله» :

اقصد [١] معى إليه وأنت في جواوى، فإن أمّنك وإلا رددتك إلى مأمنك.

فذهب معه. فلم يجز «عبد الله» أمانه: وأقصّ [٢] منه حتى مات. ولعبيدة عقب.

وأما «خالد بن الزبير» فاستعمله: «عبد الله» على «اليمن» وله عقب، منهم: خالد بن عثمان بن خالد بن الزبير. وكان خرج مع «محمد الحسنى» وأخذه «أبو حفص» فصلبه.

وأما «عاصم بن الزبير» فمات وهو غلام. ولا عقب له.

وأما «عروة بن الزبير» فكان فقيها فاضلا. ويكنى: أبا عبد الله. وأصابته الإكلة «١» في رجله بالشام، وهو عند «الوليد بن عبد الملك» . فقطعت رجله و «الوليد» حاضر، فلم يتحرك، ولم يشعر «الوليد» أنها تقطع، حتى كويت.

فوجد رائحة الكيّ. وبقي بعد ذلك ثمان سنين. واحتفر بالمدينة بئرا. يقال لها:

بئر عروة. ليس بالمدينة بئر أعذب منها. وهلك في ضيعة له بقرب «المدينة» سنة ثلاث وتسعين- ويقال: مات سنة أربع وتسعين- وكانت تلك السنة تدعى، سنة الفقهاء، لكثرة من مات منهم فيها.

فولد «عروة» محمدا، ويحيى، وعثمان، وعمرا، و/ ١١٥/ عبد الله، ومصعبا، وعبيد الله، وهشاما. وكانت «أم هشام بن عروة» أمة تسمى: سارة.

وأما «عبد الله بن عروة» فكان من أخطب الناس وأبلغهم، وكان يشبّه بخالد ابن صفوان في البلاغة. وقيل له: تركت المدينة دار الهجرة، فلو رجعت لقيت


[١] هـ، و: «امض» .
[٢] ب: «واقتص» .