للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

اسمه «استماع الغناء بالألحان» ، معتمدين على ما ذكره حاجي خليفة في حرف السين حيث يقول: «والعلماء اختلفوا في استماع الغناء بالألحان، وهي مسألة طويلة الذيل، خصها كثير من المتقدّمين بالتصنيف، كالقاضي أبى الطيب، والعلامة أبى محمد بن قتيبة.

فما نشك في أن ابن قتيبة كتب في هذا الموضوع، ولكن الّذي نشك فيه أن يكون له كتاب بهذا الاسم.

وقد أشرنا قبل إلى شيء من هذا التكرار، مثل كتاب «الفرس» الّذي ذكره القفطىّ، وهو من معاني الشعر، وكتاب «تقويم اللسان» الّذي ذكره حاجي خليفة وهو من «أدب الكاتب» ، وكتاب «المراتب والمناقب» الّذي ذكره ابن النديم وهو من «عيون الشعر» ، وكتاب «الأبنية» الّذي ذكره القاضي عياض، وهو من «أدب الكاتب» .

ولعل الدافع الّذي دفع هؤلاء إلى هذا التوسع في الجمع شيء من الجهل بمحتويات كتب ابن قتيبة، وذلك لأنهم عرفوا أكثرها بالسماع.

وشيء آخر، هو ما قرءوه وسمعوه من بعض المؤرّخين، مثل صاحب «التحديث بمناقب أهل الحديث» حين يذكر أن كتب ابن قتيبة زهاء ثلاثمائة كتاب، فيدفعهم هذا إلى التصيد والتحايل.

وما أشك في أن الّذي قصد إليه صاحب «التحديث» هو هذه الأبواب التي احتوت عليها كتب ابن قتيبة، يعدّ كل باب كتابا، وإلا اتهمناه بما نبرئ منه كل متصل بالعلم والتأليف.

<<  <  ج: ص:  >  >>