للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كان ركوعه دون الصف من غير خشية الفوات (١) فهل يكون بذلك مدركاً للركعة أو لا؟ .

فهذه أربع صور وسوف يكون الكلام على كل واحدة من هذه الصور الأربع في مسألة مستقلة.

* المسألة الأولى: إذا زالت فذوذيته في الركوع:

وصورة ذلك: أن يركع دون الصف ويدرك الصف والإمام راكع ويكون ركوعه دون الصف خشية فوات الركعة.

فهذه الصورة اختلف الفقهاء - رَحِمَهُمُ اللهُ - في حكم صلاته على أربعة أقوال:

القول الأول: يكره له ذلك، إلاَّ أن لا يجد فرجة في الصف، وهو قول أكثر مشايخ الحنفية (٢) .

واستدلوا بما يلي:

١) - ما روي عن أبي بكرة - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - أنه دخل المسجد فوجد النبي صلى الله عليه وسلم في الركوع فكبر لما دخل المسجد ودبّ راكعاً حتى التحق بالصفوف، فلما فرغ النبي صلى الله عليه وسلم قال له: " زادك الله حرصاً ولا تعد " (٣) .

ووجه الاستدلال: أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمره بالإعادة، فدل على أنه أدرك الركعة، ونهاه أن يعود، فدل على كراهة ذلك العمل.

ويُمكن أن يناقش: بأن النبي صلى الله عليه وسلم نهاه عن العود إلى ذلك الفعل فيدل على


(١) ينظر: شرح الزركشي ٢/١٢٢.
(٢) بدائع الصنائع ١/٢١٨، وحاشية الشلبي بهامش تبيين الحقائق ١/١٨٥.
(٣) سبق تخريجه ص ٣١٠.

<<  <   >  >>