للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الوجه الثامن]

...

الثامن: أن انتقامه واستيفاءه وانتصاره لنفسه وانتقامه، لها، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما انتقم لنفسه قط١ فإذا كان هذا خير خلق الله وأكرمهم على الله لم يكن ينتقم لنفسه٢٣ مع أن أذاه أذًى لله ويتعلق به حقوق الدين، ونفسه أشرف الأنفس، وأزكاها، وأبرها وأبعدها من كل خُلقٍ مذموم، وأحقها بكل خُلقٍ جميل، ومع هذا فلم يكن ينتقم لها. فكيف ينتقم أحدنا٤ لنفسه التي هو أعلم بها وبما فيها من العيوب والشرور٥ بل الرجل العارف لا تساوي نفسه عنده أن ينتقم لها، ولا قدر لها عنده يوجب عليه انتصاره لها.


١ انظر: صحيح البخاري كتاب المناقب باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم (٦/٥٦٦ مع الفتح) رقم: (٣٥٦٠) .
وصحيح مسلم كتاب الفضائل باب مباعدت هـ صلى الله عليه وسلم للآثام رقم (٢٣٢٧ - ٢٣٢٨) .
٢ من قوله: "وانتقامه لها، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم ... إلى هنا" مكرر في (أ) .
(ق ٣/ب) .
٤ في (ب) : (أحد) .
٥ في (ب) : "من الشرور والعيوب".

<<  <   >  >>